|

٠٠ حضرة المدير ٠٠

الكاتب : الحدث 2024-05-16 12:32:17

 

 منذ أول يوم له بالعمل سمع زملائه بالمكتب يتكلمون عن حضرة المدير ، وعن تصرفاته السلبية والإيجابية ، وعن كيفية الدخول عليه من قبل المراجعين أو الموظفين بعد السماح لهم من قبل السكرتير الخاص به ، وأشياء كثيرة تتعلق بمكتبه ٠٠٠

تبادر إلى ذهنه في تلك اللحظة أن حضرة المدير شخص غير عادي أو أنه جاء من كوكب آخر ، فالانسان العادي يتعامل مع الناس بعفوية وطيب أخلاق وبشاشة وجه وليس كما يسمع من زملائه ٠٠٠

جالت بخاطره عدة أفكار ، وكيف سيتصرف هل سيرتبك عندما تقوده خطوة إلى الدخول على حضرة المدير والتعريف بنفسه على أنه موظف جديد وسيكون عند حُسن الظن لدى حضرة المدير، هل سينظر حضرة المدير إلى وجهه عندما يخاطبه ؟ عدة أفكار وعدة هواجس جالت بخاطره لكن سرعان ما ترك تلك الأفكار والهواجس وقال : لساعة وقت الدخول على حضرة المدير يكون لكل حدث حديث ٠٠٠

مرت الأيام سريعة وأغلب زملائه يذهبون إلى حضرة المدير عدا هو لم يكن هناك ما يدعوا لدخوله على حضرة المدير موظف جديد وما زال يرتب وضعه على التأقلم مع من حوله ، ويحاول أن يتعلم من كل كلمة وكل حركة حتى إذا ما قادته خطوة نحو حضرة المدير يكون على استعداد لمقابلته ٠٠٠

 مضى به الوقت سريعاً وإذا بأحد زملائه يقول له : حضرة المدير يريدك في مكتبه.
هنا رجعت الأفكار والهواجس التي دارت بخاطره سابقاً لكن في هذه المرة اختلف الوضع، فقد مضت فترة ليست بالبسيطة وهو يسمع من هنا وهناك عدة مواقف حصلت لبعض زملائه مع حضرة المدير ٠٠٠

نهض من على مكتبه وذهب إلى مكتب حضرة المدير و وصل مكتب السكرتير رد التحية وقال : حضرة المدير أرسل في طلبي. رد السكرتير التحية وقال : من أقول له؟ 
قال : الموظف الجديد . فقال : حَسناً . دخل السكرتير عند حضرة المدير ولم يتأخر بالعودة وقال: تفضل بالدخول . 
في أول خطوة له بدخول المكتب نظر نظرة خاطفة على جميع أرجاء المكتب وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رد حضرة المدير التحية كاملة وقال له : تفضل بالجلوس . جلس وعينيه ترمق حضرة المدير والأفكار والهواجس تدور بخاطره ماذا يريد منه حضرة المدير ؟ ماذا سيقول هل هناك من أوصل لحضرة المدير معلومة عنه غير صحيحة أو ماذا ؟ 
قال له حضرة المدير : ربما يدور بخاطرك الآن لماذا طلبتك بمكتبي . قال : صحيح نعم. قال : لقد سمعت أنك موظف جديد لكن لم أشاهدك تحضر إلى مكتبي كبقية زملائك بحكم طبيعة العمل . قال: أنا موظف جديد والجديد كالغريب لايسمح لنفسه أن يسأل عن شيء إلا بعد فترة وذلك ماتعلمته في قريتي وبين أهلي .
قال حضرة المدير : جميل منك هذا القول وسأضيف عليه: المدراء كٌثر ولكن المدير واحد من يسأل ويهتم بموظفيه ويطمئن على أحوالهم باستمرار ويراعي ظروفهم ويكون لهم قدوة حسنة ذلك هو المدير
 الوحيد ، أنت اليوم موظف مبتدىء وغدا ً تسير بك الأيام فتصبح مكاني ٠٠٠

المدير هو موظف مثله مثل أي موظف عادي ، وسوف تعرف ذلك جليا ً فيما بعد. أنصت ملياً لكلام حضرة المدير ونصائحه وخرج من عنده وهو يُمَنّي نفسه أن يكون يوما ما بالروح التي يتحلى بها حضرة المدير ٠٠٠
     
        ٠٠  بقلم جبران شراحيلي  ٠٠