|

أحبوهم ثم ربوهم

الكاتب : الحدث 2024-06-11 02:32:28

الكاتبة : شفياء الاسمري 


إنه زمن الجفوة الرهيبة بين الأولاد والمربين؛ سواء أم أو أب ، كيف نُعلّم و نُرَبي ونغرس وهناك تباعد؟ علينا أيها المربين أن نبحث عن انفع الوسائل الإيجابية التي تساهم في تحبيب اولادنا فينا ، وتقوية الصلة الوالديه بيننا،  واجب حتمي يا اخي المربي ويا اختي المربية أن تظهر المحبة بالقول والفعل،  وان تخبرهم بذلك اتباعاً لهدى الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» ، «يا معاذ والله إني لأحبك..» كن حريصاً على إشباع حاجاتهم من التقدير والاحترام وتقبلهم بأخطائهم ، انتقد السلوك لا الفاعل، أين اللطافة و البشاشة وحسن الخلق والقبلات والابتسامات الحانية لهم، انهم فلذات أكبادنا وآمال الغد ، انصحهم ولكن بود ؛ اسبق التوجيه والتعلم بفائض الحب والإحترام لذواتهم ، مارس التشجيع والمكافأة بالاعتدال لتوليد الرغبة والاستعداد للحياة والعمل لديهم، استخرج أفضل ما لديهم من طاقات والمواهب ، ذكرهم الأجر والصبر اللذان يهونان مشقة التكاليف عليهم ، كونوا قدوات صالحة فالنفس البشرية مفطورة على التقليد والمحاكاة ؛ وبذلك يسهل عليهم اكتساب الخبرات والمهارات منكما ؛ فأنتم القدوة تعملون بالتربية الصامتة ، قال رجل من السلف: ( ليكن أول إصلاحك لولدك إصلاحك لنفسك ؛ فإن عيونهم معقودة بعينك ، فالحسن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ماتركت ) ، 
اغرس القيم فيهم بالتعويد والتلقين منذ نعومة أظافرهم ، تخلل حياتهم بالموعظة والنصيحة بالحسنى ، ربوهم بالقصة اربطوا الاحساس بمتعة التربية مع إيصال الهدف المنشود، تقمصوا الشخصيات المقنعه وتفاعلوا معهم من أجل التأثير على نفوسهم ، هذا نهج محمد الهادي قص على أصحابه قصص السابقين للعظة والفائدة ، و كان يستهل قصصه بـ: ( كان فيمن قبلكم ) ثم يقص الحدث وينتهي بالنفع ، ربوهم بالملاحظة فكيف يقي المربي أهله وأولاده النار إذا هو لم يأمرهم وينهاهم ولم يراقبهم و يلاحظهم.

 «ليس اليتيمُ مَن انتهى أبواهُ 
مِن هَمِّ الحياةِ وخَلّفاهُ ذليلا
إنّ اليتيمَ هو الذي تلقَى لهُ
أُمًا تَخَلّتْ أو أباً مَشغولا»

استخدموا العقوبة المناسبة عند الحاجة بحب ، وخاصة العقاب في التقصير في الأساسيات وآداء الفروض ، وينبغي أن لا نلجأ للعقوبة إلا كما نلجأ للدواء عند المرض، ربوهم بالاحداث يقول الأستاذ محمد قطب : " المربي البارع لا يترك الأحداث تذهب سدى بغير عبرة وبغير توجيه ، وإنما يستغلها لتربية النفوس وصقلها وتهذيبها ، فلا يكون أثرها مؤقتًا لا يلبث أن يضيع "
وأخيراً حاورني و اقنعني يا أيها  المربي الغالي ساعد ابنك أو بنتك على التواصل والتفاعل والتوافق والتكيف الإجتماعي ، نم قدراتهم وهذب مشاعرهم الجائعة وحصن أفكارهم من الآراء الضالة والسلوك المنحرف بالحوار والاقناع الناجح،  ٩٢ % من المشكلات في الحياة وخاصة في الأسرة بسبب انعدام الحوار ،أكثروا في هذه الأيام الفضيلة من الدعاء (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).