|

تابوت الصحراء

الكاتب : الحدث 2021-07-06 07:14:02

الكاتب / لافي هليل الرويلي

و من منا لا يعشق الصحراء وهو يسمع شعراء العرب يتغزلون بكل تضاريسها و كائناتها و أجوائها ،
غير أنها قاتل و مفزع للعائلة التي تعيش ضياع ابنٍ لها في دهاليز و أكتاف جبالها و رمالها الصحراوية و لاشك أن مرتادي الصحراء سمعوا وعرفوا قصصاً مرعبة عن مفقودين وتائهين و موتى رحمهم الله ،  ترى ماهو " الخروج الغامض !؟" ، كثير من الجهال يحسبون الخروج بدون معرفة ولي الأمر من الرجولة و الحرية و رمز للشجاعة ، يستمتع بالورود و أنسام الخزامى والنفل ولكن لايعلم أنها يتخللها بوادر رائحة الموت لأي سبب من (الضياع في الصحراء ، أوفقد الخارطة و التيه بين الجبال و الأودية السحيقة )، عندها يعلم التائه غلطة العمر وفقده لروحه الثمينة ، حتى المسعفين و فرق الأنقاذ ، يحتارون من أين يبدءون البحث وكيف يتحرون الدقة في كسب الوقت؟!
مع الأسف لقد استمتع بتسلق الجبال أو غامر باكتشاف الأودية و السيول و اطلع على صخور الحرة و جمال سمرة جبالها ، و اعتمد على السيارة الجديدة و اجهزة القارمن ومعرفة الإتجاه و لكن نفذ الماء ، و تعطلت السيارة و ضاع الشاحن وفقد الجوال !؟ والخوف و الحرج يتقاطعون نياط شرايين القلب ، والدموع تزاحم عيون والديه و لفراقه تنوح الزوجه و قد كان يحس هذا الجريئ بأن حياته ملك له فقط ، و إخوته يحبس كلٌ دموعه و يلهث بالدعاء لسلامة هذا الإبن المتهور ، خرج فرِحاً مسروراً و عاد مهزوز العزيمة بعد أن كسرت الصحراء حاجز البساطة و الأنس  ، وأخيراً حب الصحراء لها أسلوب تعايش كأسلوب الرجولة و خطة سلامة عند الطوارئ ، أن الصيف لهاب وأغسطس على الأبواب فمن لايحمل الماء ولايعرف التعامل مع الرياضات الجبلية من صعود أو كيفية النزول ، الحياة و الموت وجهان لعملة اسمها (عدم الهلع) وقت الضياع و التعامل مع أعطال السيارات و الحذر عند رؤية الحيوانات المفترسة منها والزاحفة كالثعابين ، و المعرفة بالنجوم ، صديقي كن على قدر من الرفق بحياتك وحياة من يحبونك وتذكر اثناء رحلتك البرية أن رجوعك أهم من فقدك.