|

( أسياد و عبيد )

الكاتب : الحدث 2021-07-10 09:26:18

مُنذ الأزل كانت هذه السيادة والعبودية قائمة، متى ما وُجد الإنسان وُجدَت هذه الطبقية..
كنا نعلم بأن قانون الغابة هو أن يسُود الأقوى ويعيش فوق ظهور الضعفاء، وكنا نظن بأن هذا قانون للحيوانات فقط ولا يشمل الإنسان..
استعباد البشر بعضهم لبعض يختلف من زمن لزمن ومن مكان لمكان، لكنها العبودية ذاتها؛ مهما اختلفت المسميات والأساليب..
مُنذ قرون كان هناك العبيد والأَمة, حيث يشتري إنسان إنسانٌ آخر ويستعبده بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
ثُم جاء الإسلام حيث وجَّه المسلمين إلى الطريقة السلمية إلى ردع العبودية والسبيل للخلاص منها وبالفعل انتهت في بلاد المسلمين بالمعنى القديم للعبودية حيث الشراء والعتق..
لكن الرق و العبودية كان سائداً إلى زمنٍ قريب في عدد من الدول؛ بعد العديد من الثورات والحروب الأهلية انتهت بشكلها السائد كما نعرفه.. 
لنعود الآن إلى القرن الواحد والعشرين هل مازالت العبودية سائدة ؟! نعم مازالت مستمرة لكن؛ بنمط القرن الواحد والعشرين..
"في رأي ماركس تتميز كل المراحل التاريخية، بمواجهة بين طبقتين اجتماعيتين.. هما في العصور القديمة طبقة العبيد والمواطنين الأحرار، وفي المجتمع الإقطاعي: الفلاحون والسادة، ومن ثم النبلاء والبرجوازيون، أما في زمن ماركس، فقد أصبح المجتمع بورجوازياً أو أو رأسماليا" ..
ولازالت هذه الطبقية موجودة في زمننا الحالي، فالطبقة العاملة باتت عبيد لدى أصحاب الأعمال.. 
الفقر والحاجة للعمل جعلت فئة العامل أياً كانت مهنته أن يتنازل ويقبل باستعباد صاحب العمل له بالرغم من وجود قوانين صارمة تحفظ حقوق الفرد وتوفر له حياة كريمة؛ إلا أن الخوف من فقد العمل واستبداد أصحاب العمل جعلت هذه الحلقة من العبودية والسيادة مستمرة مُنذ الأزل..
أيُ فعل يهين الكرامة الإنسانية فهو نوع من أنواع العبودية..
كنبرة الصوت المرتفعة دون وجه حق وأن يتمادى المستبد بالضرب والإهانة كأفعال أكبر و أن يحرمه من أجره ... والأمثلة على الاستعباد والاستبداد كثيرة ولا تُعد ولا تحصى، بالرغم من أنه لا يخلو عقد عمل من شرط حفظ الكرامة الإنسانية... 
ولكن ما يُشفي غليل الباحث عن العدل والمساواة بأن هناك طبقة عاملة تعي جيدا حقوقها وأصحاب عمل يتعاملون بإنصاف تحت المبدأ الإسلامي في الحديث القدسي:"يقول الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة،... ،ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره".

ونسأل انفسنا مُجدداً كما سأل الفاروق عمر بن الخطاب :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحراراً!".. 

دُمنا ودُمتم مُنصفين وعادلين لا عبيد ولا مستبدين..

مسعودة ولي 
Masudah77