|

"لا الدُنيا لنا ، وما كُنا للدُنيا" ..‏ فإننا لله راجعون

الكاتب : الحدث 2025-04-16 02:52:17

بقلم ـ جبران بن عمر
---------------------


عبارة “إنّا لله وإنّا إليه راجعون”
إنها لله توحيداً ،وهي اعترافاً تاماً ملكيةً لله وحده ، وإذعاناً من العبد بإنهُ محاسب على كل شيء  ، قال القرطبي في تفسيره لهذه العبارة: “جعل الله هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، لما جمعت من المعاني المباركة”..
لهذهِ العبارة العظيمة وقعاً في النفس ، حين القول بِها أن يستحضر القصد والدلالة فيها ؛ فهي الغاية والمقصد عند كل بلاء أو مصيبة تسليماً وانقياداً لله ..
‎وعلى ذلك فإننا نعلم علماً يقيناً إننا مُلك لله ، وإن الله هو المالك المتصرف في عباده كيفما شاء وأراد - سبحانه وتعالى- ، وعلى النفس أن تطمئن وترضى بالقضاء والقدر" فإنّا إليه راجعون " .
‎إذن : نحن مُلكٌ لله وراجعون إليه فلماذا الحزُن والهّم !؟
‎ ..لا نحزن على حبيبِ سبقنا إلى الله
‎لو تيقّنا إن الذي فقدناه قد سبقنا إلى الله ، ونحنُ بِهِ لاحقون ؛ فلنستعد لذلك 
إنها جملة رائعة ، وكلمة طيبة عظيمة ، فهي المانعة والجامعة ؛ قد جمعت السهولة والقوة في محتواها  ؛ لفظاً ومعنى سهولةً وقوة ، وعبوديةً وعزةً  ، الذي يعرف إنهُ عند نزول مصيبة به لا بد في الرجوع إلى الله تعالى، وهذا يحصل له سروراً لهذا المصاب ،  وهذا تخفيفًا وسلوةً لقلبه ..
وبالرجوع إلى الله بذلك ، تسليماً للمؤمن كل أمره إلى خالقه والاتكال على خالقه سبحانه بكل شيء ..
عبارة تملؤها الاستسلام لله  - سبحانه وتعالى - في كل مصيبة فهي الراحة والطمأنينة والسكينة في كل وقت وحينما نعلم إننا لله راجعون وإليه المصير ؛ فإن الإنسان هنا يعيش في حالة نفسية قوية جداً متماسكة بأمر الله - عز شأنه - ويتوكل عليه في كل شؤونه الدنيوية .