"لا الدُنيا لنا ، وما كُنا للدُنيا" .. فإننا لله راجعون

بقلم ـ جبران بن عمر
---------------------
عبارة “إنّا لله وإنّا إليه راجعون”
إنها لله توحيداً ،وهي اعترافاً تاماً ملكيةً لله وحده ، وإذعاناً من العبد بإنهُ محاسب على كل شيء ، قال القرطبي في تفسيره لهذه العبارة: “جعل الله هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، لما جمعت من المعاني المباركة”..
لهذهِ العبارة العظيمة وقعاً في النفس ، حين القول بِها أن يستحضر القصد والدلالة فيها ؛ فهي الغاية والمقصد عند كل بلاء أو مصيبة تسليماً وانقياداً لله ..
وعلى ذلك فإننا نعلم علماً يقيناً إننا مُلك لله ، وإن الله هو المالك المتصرف في عباده كيفما شاء وأراد - سبحانه وتعالى- ، وعلى النفس أن تطمئن وترضى بالقضاء والقدر" فإنّا إليه راجعون " .
إذن : نحن مُلكٌ لله وراجعون إليه فلماذا الحزُن والهّم !؟
..لا نحزن على حبيبِ سبقنا إلى الله
لو تيقّنا إن الذي فقدناه قد سبقنا إلى الله ، ونحنُ بِهِ لاحقون ؛ فلنستعد لذلك
إنها جملة رائعة ، وكلمة طيبة عظيمة ، فهي المانعة والجامعة ؛ قد جمعت السهولة والقوة في محتواها ؛ لفظاً ومعنى سهولةً وقوة ، وعبوديةً وعزةً ، الذي يعرف إنهُ عند نزول مصيبة به لا بد في الرجوع إلى الله تعالى، وهذا يحصل له سروراً لهذا المصاب ، وهذا تخفيفًا وسلوةً لقلبه ..
وبالرجوع إلى الله بذلك ، تسليماً للمؤمن كل أمره إلى خالقه والاتكال على خالقه سبحانه بكل شيء ..
عبارة تملؤها الاستسلام لله - سبحانه وتعالى - في كل مصيبة فهي الراحة والطمأنينة والسكينة في كل وقت وحينما نعلم إننا لله راجعون وإليه المصير ؛ فإن الإنسان هنا يعيش في حالة نفسية قوية جداً متماسكة بأمر الله - عز شأنه - ويتوكل عليه في كل شؤونه الدنيوية .