|

مشاهير السوشيال ميديا وانتقاد كبار السن"

الكاتب : الحدث 2025-12-01 11:05:07

شفاء الوهاس

شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة صعودًا متسارعًا لمجموعة من المؤثرين الذين أصبحوا يمتلكون قدرة كبيرة على تشكيل الرأي العام، خاصة بين فئة الشباب ومع هذا التأثير، برزت ظاهرة مقلقة تتمثل في السخرية من كبار السن أو التنمر عليهم، سواء بسبب مظهرهم أو أسلوب حياتهم أو قراراتهم الشخصية. ولعلّ أحد أكثر المصطلحات تداولًا في هذا السياق هو وصف بعض الرجال الكبار بـ “شوقر دادي”، وهو تعبير شائع في ثقافة الإنترنت، لكنه غالبًا يُستخدم بشكل استهزائي أو مُهين
            معنى مصطلح “شوقر دادي”

مصطلح Sugar Daddy يشير في الثقافة الغربية إلى رجل كبير في السن، غالبًا ميسور الحال، يقدم دعمًا ماديًا أو هدايا لشريكة أصغر سنًا، مقابل علاقة عاطفية أو اجتماعية.
ومع انتقال المصطلحات الغربية إلى فضاء الإنترنت العربي، بدأ البعض يستخدمه بطريقة ساخرة أو للتحقير، بعيدًا عن سياقه الأصلي
لكن المشكلة لا تكمن في الكلمة فقط، بل في الاستهانة بحقوق وكرامة فئة عمرية تستحق الاحترام
لماذا يلجأ بعض المؤثرين إلى السخرية من كبار السن؟
    لتحقيق التفاعل السريع
المحتوى الساخر أو الجدلي يجذب مشاهدات عالية، ما يدفع بعض المؤثرين لاستغلاله
هوس الشباب بالأدوار الاجتماعية الجديدة
بعض صناع المحتوى يسعون لتقديم أنفسهم كـ “جيل جديد مختلف”
فيبالغون في انتقاد أو السخرية من الأجيال الأكبر
ضعف الوعي الثقافي
غياب قيم الحوار واحترام العمر والخبرة يؤدي إلى محتوى يفتقد للأخلاق والمسؤولية
تجارية المنصات
بما أن الربح يعتمد على عدد المشاهدات، تتحول بعض الإساءات إلى “أداة تسويق”

                 تأثير هذه الظاهرة اجتماعياً
تعزيز الفجوة بين الأجيال
مما يقلل من فرص التفاهم والتواصل بين الشباب وكبار السن
تشجيع ثقافة التنمر
حين يشاهد المتابعون أن السخرية من كبار السن أمر “عادي”، يتكرر السلوك في الواقع
تشويه صورة العلاقات الإنسانية
إذ تُختزل علاقة كبار السن بالشباب في مفاهيم مثل “شوقر دادي” أو “استغلال”، بينما قد تكون علاقات صحية وعائلية أو اجتماعية طبيعية

كيف يمكن مواجهة الظاهرة؟
اولاً : تعزيز الوعي الإعلامي
تعليم الأجيال كيفية تحليل المحتوى وعدم تقليد السلوكيات السلبية.
ثانياً : دور المنصات
وضع قوانين واضحة لمكافحة خطاب الكراهية والتنمر
    ثالثاً: إبراز قدوة إيجابية في
دعم المحتوى الذي يحترم الخبرة والتجربة، ويُظهر دور كبار السن بشكل إيجابي
    رابعاً : مسؤولية المؤثرين أنفسهم
لأن تأثيرهم كبير، فهم مطالبون بالالتزام الأخلاقي واحترام كل الفئات العمرية.

             وفي نهاية مقالي اطالب بعدم
انتقاد كبار السن على منصات التواصل الاجتماعي، أو وصفهم بالمصطلحات الساخرة مثل “شوقر دادي”، هو انعكاس لموجة من السطحية الرقمية التي تحتاج إلى توعية وتوجيه. فالمجتمعات لا تُقاس بقوة شبابها فقط، بل أيضًا باحترامها لكبارها 
ومتى ما عاد الاحترام ليكون قيمة أساسية في عالم المحتوى، سنشهد عالم  أكثر نضجًا وإنسانية.