متابعات – عماد فؤاد 

في خدمة طبية جديدة تم إطلاقها للمرة الأولى على مستوى المملكة تزامنًا مع الاحتفاء باليوم الوطني السعودي 95، ضمن التدخل السريع أحد أنظمة نموذج الرعاية الصحية السعودي،

حيث نجح فريق طبي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، في زراعة أجهزة من نوع مضيِّق الجيب التاجي بإصدارها المحدث والمطور (Coronary Sinus Reducer) لحالتين من مرضى سعوديين كانوا يعانون من ذبحة صدرية مزمنة مستعصية ، ليُسجَّل بذلك هذا الإنجاز الطبي الأول من نوعه على مستوى المملكة.

وأوضحت المدينة الطبية أن فريق قسطرة القلب تمكن من زراعة أجهزة مضيِّق الجيب التاجي للمريضين ، حيث أن الجهاز يُزرع داخل الجيب التاجي (وهو الوريد الرئيسي الذي يُرجع الدم من عضلة القلب إلى الأذين الأيمن)، ويزرع على شكل دعامة معدنية خاصّة ، وهي ليست مفتوحة بالكامل، بل تُحدث تضيّقًا متدرّجًا في مجرى الدم داخل الجيب التاجي، يؤدي إلى رفع ضغط الدم الوريدي في الأوردة الصغيرة لعضلة القلب، ومن ثم إعادة توزيع الدم بحيث يتحسن وصوله إلى المناطق قليلة التروية (Ischemic areas) في القلب. ويمكن استخدام الجهاز لمرضى الذبحة الصدرية المستعصية (Refractory Angina) الذين لا يمكن علاجهم بالقسطرة أو جراحة القلب، ويعمل على تخفيف الأعراض ويحسّن من جودة الحياة للمريض .

وأكدت المدينة الطبية على أن هذه الخدمة الجديدة مخصّصة للحالات المستعصية والخاصة بسبب التضيقات الشديدة في الشرايين والتي لا تستجيب للعلاج بالأدوية الطبية ، ولا يمكن علاجها بالجراحة أو القسطرة، وليست متاحة لأي مريض بشكل عام .

وقد قاد هذا الإنجاز الطبي فريق قسطرة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية بقيادة كلا من استشاريي القسطرة: الدكتور عبدالله الزعبي و الدكتور صالح خوج و الدكتور ممدوح إسماعيل والدكتور أحمد طه، وبمساندة فريق متميز من التمريض والتخدير، في عمل دؤوب متكامل يعكس انسجام الكفاءات الطبية ودقتها العالية.

ويأتي هذا الإنجاز امتدادًا لاستراتيجية مدينة الملك عبدالله الطبية التي تركز على التطور والابتكار في تقديم الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة للمريض ، وتحقيق التميز المؤسسي الصحي من خلال إدخال أحدث التقنيات والأجهزة العلاجية المتطورة ، وتوطين الخبرات العالمية، بما يسهم في جعل مكة المكرمة مدينة القلب الآمن.

ويجدر بالذكر أن هذا الإنجاز يعكس مستوى التطور الطبي في مدينة الملك عبدالله الطبية، ودورها الريادي في إدخال تقنيات علاجية متقدمة لتحسين جودة حياة المرضى، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير الرعاية الصحية التخصصية.