مبادرة صامتة.. أهل مكة يختارون بيوتهم طريقًا لسلامة الحجاج

الحدث _عبدالرحمن المحمادي
في مشهد يعكس أسمى صور التكافل والتعاون بين أبناء الوطن وضيوف الرحمن، تشهد مكة المكرمة كل سنة من موسم الحج التزامًا واسعًا من أهاليها بالبقاء داخل منازلهم، وتجنّب الخروج غير الضروري، لا سيما في يومي الثاني عشر والثالث عشر من ذو الحجة، وهي أيام النفرة الكبرى للحجاج من مشعر منى إلى الحرم المكي الشريف.
جاء هذا الالتزام من منطلق شعور أهالي مكة بالمسؤولية الاجتماعية والدينية، حيث اعتاد السكان على تقليل الحركة في الشوارع خلال ذروة النفرة لتخفيف الضغط المروري، وإتاحة المجال لحجاج بيت الله الحرام للتنقل بسلاسة بين المشاعر المقدسة، خاصة في أوقات رمي الجمرات والطواف الوداعي.
تؤكد هذه المبادرة الصامتة من سكان مكة أن خدمة الحاج لا تقتصر على العمل المباشر، بل تشمل أيضًا السلوكيات اليومية التي تسهّل أداء المناسك، وهو ما يجسده أهالي مكة كل عام، بهدوء ووعي واحترام لضيوف الرحمن.