|

عبر الحدث الحمود: جسور من العطاء في خدمة ذوي الهمم

الكاتب : الحدث 2025-12-06 05:15:58

الرس - حوار مرزوق البشري

في اليوم العالمي للمعاقين، تبرز قصص إنسانية تُعيد تعريف معنى العطاء، وتوثّق كيف يمكن للرحمة أن تتحول إلى رسالة حياة. من بين هذه القصص يبرز رجل وزوجته اختارا أن يكرّسا جهدهما ووقتهما لخدمة ذوي الإعاقة، إيمانًا بأن الإنسان قيمةٌ لا تتغير، وأن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية رحلة دعم وتمكين. لقد جعلا من العمل الإنساني منهجًا، ومن خدمة هذه الفئة الغالية واجبًا وسببًا لصناعة الأمل، فكانا نموذجًا مضيئًا يُجسّد المسؤولية الاجتماعية في أسمى معانيها، ويعكس أن المجتمع يرتقي حين يقف بجانب أضعف أفراده. وعلى هذا الصدد، حرصت "الحدث"، إيمانًا بمسؤوليتها الاجتماعية، على إجراء هذه المقابلة الشخصية مع الأستاذ الحمود.

س1: ما هي بداية رحلتكم مع خدمة الصم؟
الحمود: بدأت رحلتي مع الصم منذ أكثر من 24 عامًا. كانت البداية تتسم بالصعوبة والتحدي، ولكنني وجدت فيها فرصة ثمينة وواجباً إنسانياً لتقديم العطاء والخدمة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع.

س2: على مدى أكثر من عقدين، ما هي أبرز الإنجازات والثمرات التي لمستمها في هذا الطريق؟
الحمود: بفضل الله، الأرقام تتحدث عن نفسها. على مدى 24 عامًا، استفاد 45 أصمًا من البنين، و35 فتاة من البنات بإشراف زوجتي وفاء الحميد، من الخدمات المقدمة. كما عملتُ كمعلم في المدارس على تدريس 45 طالبًا من الصم وضعاف السمع. وأعتبر من أثمن الثمرات تخريج 35 طالبًا في حلقة القرآن للبنين و12 طالبة للبنات خلال 9 سنوات، ضمن حلقة رسمية تابعة لجمعية التحفيظ.

س3: كيف كانت مشاركاتكم في الأنشطة الرسمية والثقافية كمترجم؟
الحمود: لقد وفقني الله لتقديم ترجمة لـ 576 خطبة جمعة بشكل رسمي وتطوعي، بالإضافة إلى الترجمة في 270 موقفًا داخل الدوائر الحكومية والمحاكم لتسهيل معاملاتهم. وشملت المشاركات ترجمة 13 لقاءً في اليوم الوطني، و6 لقاءاتٍ في يوم التأسيس، و10 محاضراتٍ ثقافية، و6 دوراتٍ مختلفة شملت مجالات الإسعافات والكمبيوتر، لتمكينهم المعرفي.

س4: هل كان لجهودكم صدى لدى المسؤولين؟ ما هي أبرز الزيارات الرسمية التي قمت بها؟
الحمود: نعم، تشرفت بلقاء عدد من المسؤولين لتبادل الرؤى ودعم مسيرة الخدمة. ومن أبرز تلك اللقاءات، تشرفت بلقاء سمو أمير القصيم 4 مرات، ومحافظ الرس 6 مرات، ووكيل المحافظ 6 مرات. وزرت رؤساء الدوائر الحكومية 12 مرة، كما قمت بزيارات لأعيان وأهالي الرس 10 مرات وأعيان المحافظات المجاورة 6 مرات، بهدف التوعية وجمع الدعم.

س5: لم تقتصر جهودكم على التعليم والترجمة، فكيف كانت رحلاتكم الترفيهية والروحية مع الصم؟
الحمود: حرصنا على دمج الجانب الروحي والاجتماعي. رافقت الصم في 6 حملات عمرة، وشاركت معهم في رحلة حج واحدة. وعلى الجانب الترفيهي، نظمت معهم 112 نزهة بين قريبة وبعيدة. كما قُدمت 8 جولات إرشادية وسياحية للبنين و4 للبنات، لكسر حاجز العزلة والاندماج في المجتمع.

س6: مع تأسيس جمعية سمع، كيف واصلت الجمعية مسيرة العطاء؟
الحمود: تم تأسيس جمعية سمع بتاريخ 23 / 5 / 1446هـ، لتكون الإطار المؤسسي لخدمة الصم. وقد واصلت الجمعية المسيرة بشكل منظم، فصرفت 170 سماعة مجانية لـ80 مستفيدًا، وساعدت 10 من الصم المتزوجين لتخفيف أعباء الحياة، ونظمت رحلة عمرة لـ38 مستفيدًا. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الجمعية برامج تدريب على النطق، ونجحت في توظيف 3 من ذوي الإعاقة، وفتحت المجال للتدريب لأكثر من 4 متدربات.

س7: لا يمكن أن نغفل الدور المحوري الذي تلعبه زوجتكم في هذه المسيرة الطويلة؟
الحمود: زوجتي وفاء الحميد هي شريكة الدرب والرسالة، وهي تعمل معي في خدمة الصم منذ 24 عامًا. هي المشرفة المسؤولة عن برامج البنات الصم، وقد أشرفت على 35 فتاة في الاجتماعات الشهرية وحلقات القرآن واللقاءات والترجمة. أنا أدير حلقة تحفيظ القرآن للبنين الصم، وهي تدير حلقة تحفيظ القرآن للبنات الصم. عملنا معاً هو خير مثال على أن العطاء مسؤولية مشتركة.

س8: ما هي رسالتكم الختامية التي توجهونها من خلال "الحدث"؟
الحمود: أولاً، أتوجه بالشكر لصحيفة "الحدث" على اهتمامها والتفاتتها الكريمة نحو فئة المعاقين. وثانياً، كانت رحلة مليئة بالعطاء، امتدت لأكثر من 24 عامًا، كانت فيها لغة الأرقام شاهدة على الجهد، والإخلاص، والإنسانية. ومع تأسيس جمعية سمع، بدأت مرحلة جديدة من العمل المنظم لخدمة الصم، ليستمر الطريق... فالعطاء لا يتوقف، ولا زال في المسيرة بقية.