بقلم عالم الاثار / زياد الدليمي

تعتبر الفنون الصخرية.. ارث ثقافي مميز ومهم في المملكة العربية السعودية،،
إذ تتميز المملكة العربية السعودية، بوجود مواقع أثرية تعود لحقب تاريخية مختلفة من تاريخ التواجد البشري، أبرزها الفنون الصخرية، التي بقيت شاهدة على المراحل والحقب التاريخية التي مرت على البشرية في هذه الارض التي تزخر بالتاريخ، وتتنوع هذه النقوش الصخرية بتنوع الغرض الذي انشات لاجله،،
ومما لا شك فيه ان المملكة العربية السعودية تعد من أغنى دول العالم في الفنون الصخرية التي تؤكد على وجود حضارات وثقافات قامت على أرضها منذ زمن ما قبل التاريخ أي قبل الكتابة، وبرزت بعضها في نقوش صخرية وجدت في  الشويمس، وجبة  في منطقة حائل المدرجتين ضمن قائمة مواقع التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو".
وكذلك مناطق تبوك والعلا وخيبر ونجران وغيرها من المدن ،،
ويعرف الفن الصخري  بانه علامات من صنع الإنسان توضع على الأسطح الطبيعية ، وعادةً ما تكون الأسطح الحجرية والصخور المكشوفة او داخل الكهوف والمغارات. توجد نسبة كببرة ورائعة من الفن الصخري التاريخي وما قبل التاريخ على قيد الحياة في المملكة العربية السعودية 
وقد قطعت المملكة العربية السعودية أشواطا كبيرة في التعريف والحفاظ على هذه الفنون الصخرية، لما لها من قيمة تاريخية مهمة، ساهم في ذلك مختصون وباحثون ومهتمون ، من خلال دراسات وأبحاث وندوات تهتم بالموضوع.
 فإلى جانب الكهوف والمغارات وسفوح الجبال واشارات الدلالة الصخرية والمواقع السطحية التي تنتشر بها مخلفات إنسان فترات ماقبل التاريخ، توجد أيضا مواقع الفنون الصخرية، وهي شواهد نميز فيها بين نوعين رئيسيين هما: النقوش الصخرية التي عملت بطريقة النقر والحز والنقوش الصخرية التي عملت بطريقة الرسم ( الصبغ )، وكلاهما يحتويان على رسوم متنوعة شكلا ومضمونا،
ويكمن الاختلاف بينهما في كون النقوش الصخرية تتواجد في أماكن مفتوحة (هواء طلق)، والرسوم الصباغية في مآوي وملاجئ تقيها من التلف الذي قد يصيبها إن وجدت في الهواء الطلق''.
يمكن العثور على الفن الصخري عبر انتشار جغرافي وزمني واسع للثقافات ربما لتمييز المنطقة أو لتسجيل الأحداث أو القصص التاريخية في سن الطقوس . يبدو أن بعض الأعمال الفنية تصور أحداثًا حقيقية في حين أن العديد من الأمثلة الأخرى تبدو حلقة تواصل والتعبير عن الافكار ،،
ومن اهم خصائص الفن الصخري في المملكة العربية السعودية 
ان هذا الفن سجل مشاهد للحياة اليومية للبشر فترة ما قبل التاريخ ؛
وصور لنا هذا الفن أشكالآ بشرية وحيوانية كانت سائدة انذاك
لقد صوروا مشاهد للصيد والحرب والرقص بطريقة احترافية ،، حتى انهم استخدموا الفن الحسي في نقل الشعور اثناء ركوب الحيوانات او اصطيادها ،،
لم تكن الفنون الصخرية في المملكة العربية السعودية منذ ما قبل التاريخ الى ما بعد التاريخ مجرد نقوش او لوحات بل كانت وصفية بحتة. كان لكل فكرة وتصميم "أهمية عميقة" من خلال اهتمام الناس انذاك بتخليد ثقافتهم وحياتهم بصورة واقعية ،، لذلك انها بحق متاحف تستحق التأمل والدراسة لانها ثقافة غنية بالاحداث ،،
لذا تعد الفنون الصخرية المنتشرة في عموم ارض المملكة أرشيفا وخزين تاريخي مصوراً لرحلة الإنسان وحياته، وتطور نشاطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي عبر آلاف السنين ،،