|

" إبراهيم عبدالمجيد" الرواية بناء معماري متعدد الطوابق

الكاتب : الحدث 2024-01-28 07:56:08

بقلم : نوره محمد بابعير

 

ولد في الإسكندرية عمل في وزارة الثقافة بالقاهر كاتب روائي حقق نجاحات في مجال الكتابة كتب الرويات و الكتب المنوعة حقق العديد من الجوائز  لبعض مؤلفاته وتم ترجمة مؤلفاته لعدة الغات و البعض منها تم تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية ، الكاتب إبراهيم عبدالمجيد كاتب الكتابة الإبداعية دائمًا يأخذنا في جماليات الكتابة حينما يتحدث عنه وعن دور الكتابة في حياةً الكاتب .

سيرة الأدب مع إبراهيم عبدالمجيد …

* نقطة ضوء تستطيع أن تنير حياتك ، ما الضوء الذي يمثل الروائي إبراهيم عبدالمجيد في عوالم الكتابة عامة والرواية خاصة ؟

 - الليل والموسيقى . لم أنم مبكرا في حياتي حتى اثناء الطفولة . كانت الدنيا أمانا والشوارع مضيئة، وكنا نسهر نحن الأطفال نلعب ألعابنا، ويمر علينا غرباء ومهمشون يحكون لنا حكايات مدهشة ويختفون وتظل الحكايات. استقرت الموسيقي في حياتي كطقس مرتبط بالليل بعد أن عرفت طريق الكتابة . بها يتسع العام حولي وأشعر اني مخلوق وحدي في هذا العالم ولا أحد غيري.

 

 

* هل الأحداث في حياة  إبراهيم عبدالمجيد لها دور في اختياره لكتابة الرواية ؟

- المدارس زمان في الخمسينيات كانت تحتفظ بتراثها الثقافي منذ أيام الملكية قبل ثورة يوليو. ففيها مكتبة نمضي فيها ساعتين للقراءة الحرة كل أسبوع. أيْ قراءة لا ترتبط بالامتحانات والدراسة، فعرفت طريق القراءة . كانت بها جماعات للموسيقي والرحلات والرسم والنحت وغيرها. كانت مركزا ثقافيا وكان الفصل الدراسي به عشرون طالبا . أخذتني القراءة إلى عوالم أوسع . احببت القراءة . وفي سن الثالثة عشر من عمري تقريبا، وأنا اقرأ رواية بعنوان" الصياد التائه" للكاتب محمد سعيد العريان وهي روية للفتيان، بكيت حين تاه الصياد من تأثري بلغة وتصوير الكاتب. رآني أمين المكتبة وسألني لماذا تبكي يا إبراهيم . قلت له الصياد تاه ولا يجدونه، فابتسم وقال هذه رواية وليس حقيقة. هي خيال يا إبراهيم . فاتسعت الدنيا حولي وأحببت الكتابة واندفعت فيها واستغنيت بها عن العالم .

 

 

* المواقف ، تعلمك الحكمة من وقوعها عليك ، هل هناك مواقف غمرتك في صقل الكتابة الإبداعية ؟

- حين أدركت أن الكتابة ليست حكايات فقط لكنها بناء فني، وكان ذلك في سن مبكر، وأن هناك مذاهب واتجاهات في الأداب والفنون، قررت أن اقتحم القراءة النقدية والتاريخية عن الأدب والفن. حتي اليوم أرى أنه من السهل أن تحكي، لكن أن تقيم بناء فنيا مختلفا يتحدث فيه الشكل كما يتحدث المضمون، هو الذي يفرق بين كاتب وآخر . كل الناس تستطيع أن تحكي، لكن الفن عمارة وبناء، والرواية بناء متعدد الطوابق والبشر يتحدثون بلغات مختلفة تعبر عنهم، وما تعبر عنه بالليل غيره بالنهار وعلى الشاطئ غير القطار وهكذا . فضلا عن ادراكي مبكرا لضرورة فهم الفلسفة لأفهم ما وراء العالم . كيف تتحول الأفكار الكبرى إلى أحداث حتى ولو خيالية . ليس مهما أن يدرك القارئ العادي ما وراء الرواية من رؤي فلسفية، لكن بالفلسفة يتسع العالم، ويدركها الناقد في تناوله للرواية. إلى جانب ذلك أدركت تداخل الفنون، فالسينما تؤثر في مشهدية الرواية والموسيقى في إيقاعها والفن التشكيلي في تعدد لغاتها، أي ألوانها. وهكذا صرت مدمنا على حضور الفاعليات والمعارض الفنية ومشاهدة الأفلام، بنفس قدر القراءة في الفلسفة وغيرها ..

 

* الإختيار الأول هي الصفة الطاغية من بين الصفات ! كيف كان اختيارك في التأليف الأول وماذا اضاف لك ؟

- كان اختيارا لطيفا وساذجا. فبعد أن انفتحت روحي لكتابة الرواية بدأت وأنا في سنة الرابعة عشر أكتب رويات مقلدا فيها روايات قرأتها . للأسف ضاعت هذه النصوص مع الزمن والتنقل، وكانت طبعا ساذجة. كنت سعيدا جدا حتى اكتشفت أن الأدب مدارس واتجاهات، وتاريخ فاندفعت في قراءة النقد وتوقفت عن التقليد الساذج وعرفت الطريق أن أكون مختلفا عما سبقني أو حولي . إذا كان من شيئ أضافته لي اختباراتي الأولى فهو العزلة التي أحببتها في الكتابة، واكتشافي أن لدي قدرة على الخيال، فحين كنت اقلد كتابة عمل اكتشف أني صرت اكتب كثيرا بعيدا عن العمل الذي اقلده . صرت أثق في موهبتي حتي أدركت ضرورة تنميتها بالقراءة في تاريخ الأدب . كنت سعيدا جدا حين قرأت فيما بعد لكافكا قصة الرجل الذي استيقظ ليجد نفسه صرصارا، واكتشفت أنه في أحدى الروايات التي كنت أقوم فيها بتقليد رواية "أنا الشعب" لمحمد فريد أبو حديد جعلت السجين يستيقظ ليجد نفسه صرصارا، فيخرج من تحت باب السجن. طبعا لاعلاقة بين الفكرتين، لكن أدركت أن الخيال لايفارقني منذ وقت مبكر . لم استمر في التقليد كثيرا . روايتان أو ثلاثة ومجموعة قصصية، ثم توقفت عن الكتابة لسنوات اقرأ حتي عدت أكتب مستقلا عما قرأت .

 

 

التكوين بين الكتابة والرواية …

* وفي التجربة توجد التفرقة ، من خلال تجربتك في الكتابة بين اللغة العربية و ترجمة ما بين الإنجليزية و الفرنسيةوغيرها من اللغات ، ماذا اضافة تلك اللغات لتأليف إبراهيم عبدالمجيد ؟

 

- بالنسبة للكتابة تظل اللغة العربية هي محرابي الذي يشمل الفضاء، أما ماتمت ترجمته لي من أعمال فلم أعلق على الترجمة لعمل لي يوما . بل كان من دواعي بهجتي  الدعوات التي تلقيتها للسفر إلى الخارج، والبلاد التي أقمت فيها حفلات توقيع لروايتي المترجمة . اعطتني الترجمة لبعض أعمالي فرصة السفر التي كانت تحتاج ثروة لا املكها، خاصة أني لم أكن أزور العاصمة فقط لكن مدنا أخري ، وكانت دور النشر الأجنبية هي من يتحمل ذلك، وقابلت جمهورا مختلفا استفدت منه أيضا كما استفدت من جمهوري المصري والعربي، وأمضيت أياما سعيدة كتبت شيئا منها في كتابي " أين تذهب طيور المحيط" وهو عن بعض الرحلات .

 

 

* هل الأحداث التي مررت بها ، كانت أحدى أسباب مخيلة إبراهيم عبدالمجيد واللجوء إلى الكتابة الروائية ؟

- طبعا . أهم ما فيها كان هؤلاء المهمشون اصحاب القصص الخيالية . لا تتصوري سعادتنا كأطفال نلعب الكرة على شاطئ ترعة المحمودية في الإسكندرية، وحين تتوقف السفن القادمة بالبضائع للمدينة نتحلق حول البحارة، يحكون لنا حكايات خرافية عن رحلتهم وماواجهوه من عصابات ولصوص وأشباح مثل عروس البحر وغيرها. هؤلاء المهمشون وغيرهم كثير فتحوا كنز الخيال .

 

 

* النقد من أدوات الكتابة الإبداعية ؟ ما هو أول نقد تلقيته في مؤلفاتك وكيف كان تجاوبك معه ؟

 - لا أذكر أول نقد قرأته للأسف . لكن أذكر ارتياحا قابلني به الكتّاب .كنا عددا قليلا من الكتاب لا نزيد عن عشرة أسموهم كتاب السبعينات ، وكنت حين انشر قصة في مجلة بالقاهرة وأسافر إليها، أجد الكتّاب في مقهي ريش قد قرأوها وأعجبوا بها . الأمر اختلف عما هو الآن . الآن مئات ّالكتاب والنقد لا يستطيع ملاحقة الجميع . لا أذكر أول نقد قرأته لكن أذكر اسماء عظيمة مثل أبو المعاطي ابو النجا وعلي الراعي وشكري عياد  وغيرهم كتبوا عني بحفاوة، وعشت لا أفرق بين من يعجبه العمل أو لا يعجبه، ففي الحالتين هناك اهتمام بى وأنا مدين لكل من كتب عني أو حدثني سلبا أو إيجابا بالشكر والعرفان .

 

 

 

*الحياة مليئة بالحكايات، هل المواقف تصنع الروايات ؟

- مؤكد لكنها ليست السبب الوحيد . يمكن جدا لصوت استغاثة وسط الليل أن يفجر فيك التساؤل والرغبة في الكتابة . كذلك ما تسمعه عن الآخرين أو ماتقرأه من تاريخ . مصادر صنع الحكايات كثيرة، ومنها مالا يخطر على البال مثل السجن أو الاعتقال الذي خرجت منه بقصص في مجموعة " إغلاق النوافذ" في بداية التسعينيات، ثم تمر السنون وأنظر حولي فأكتب عام 2020 ثلاثية روائية هي "الهروب من الذاكرة" عن الخارجين من السجون هذه الأيام ، وهل سيستطيعون الاستمرار في الحياة . هل سينسون . هل سينجحون في النسيان!! .

 

 

 

 

 

ميزات القلم مع إبراهيم عبدالمجيد …

* لكل كاتب وصف يخص فكرته و مفاهيمه ، ما الرواية في وصف إبراهيم عبدالمجيد ؟

-الرواية بناء معماري متعدد الطوابق . له واجهة وله مواد بناء وبينه حياة.

 

 

* هناك دوافع تميز شخصية الكاتب عن الآخر ، على ماذا يعتمد إبراهيم عبدالمجيد في اختياراته للكتابة ؟

- أنا لا اعتمد على أفكار مسبقة . أنا ذاكرتي هي النسيان . ما أراه أو اسمع به أو اقرأه اتركه في اللاشعور حتي يلح عليْ في الخروج . لا أفضل شيئا علي آخر . أخضع له واتركه يختار الوقت المناسب . شعاري دائما ما الخسارة التي ستلحق بالعالم اذا لم تكتب؟ لا شيئ . هناك آلاف يكتبون . تختارني الرواية في أي وقت تراه هي، ولا اسأل نفسي هل هو وقت مناسب أم لا ..

 

 

 

* الجوائز تعلن صوت إنجاز أعمالها ، تحدث عن أول جائزة لأعمالك و كانت في القصة القصيرة - نادي القصةبالإسكندرية ؟

- هذه جائزة لا تنسى . بعد أن توقفت عن الكتابة الساذجة وبدأت اقرأ في تاريخ الأداب والفنون، عدت بعد سنوات للكتابة مقررا أن يكون لي طريقتي وشكل كتاباتي مختلفا عليه بصمتي . كتبت قصة قصيرة واشتركت بها في مسابقة نادي القصة بالإسكندرية وكانت المسابقة على مستوي الجمهورية، ففازت بالجائزة الأولي ونشرت على صفحة كاملة في جريدة الأخبار ومعها مقدمة صغيرة لمحمود تيمور بعنوان "هذا قصاص موهوب" . اتسعت الدنيا حولي واعتبرت أني هكذا حصلت على وسام الثقة واشتريت عشرات النسخ من الصحيفة - كان سعر الصحيفة قرش صاغ واحد - رحت أوزعها على المارة. كانت الجائزة وقتها ثلاثة جنيها . كانت أجمل ثلاث جنيها وقررت بعدها أن اترك الإسكندرية إلى القاهرة حيث صخب الحياة الأدبية . تأخرت سنوات لكني صرت أرسل للمجلات قصصي فينشرونها وأسافر لتقاضي المكافأة والتقي بالأدباء، وكان هذا مصدر سعادة لا تنسى .

 

 

 

* الكتابة رسالة متعددة المهام ، من خلال الكتابة هل استوقفتك يوما ما وتساؤلات عن أي رسالة تكتب ؟

- لا والله . إذا كانت هناك رسالة فهي لنفسي وهي أنك لا زلت قادرا على الفرح . كلمة رسالة تستخدم في الفنون بشكل يفتح الباب للنقد الاجتماعي الساذج للأعمال الفنية . رسالة الفن هي الجمال وساعات مع الجمال . جمال في الصورة وجمال في  اللغات المختلفة للشخصيات . الأدب يستعين بالشخصيات الجانحة لا السوّية . لو كتب رواية عن شخص سوي يلتقي بشخص سوي ستنتهي بعد صفحتين . لابد أن يكون حول السوي شرور العالم . الأشرار أكثر جاذبية في الكتابة من الأخيار . الشيطان شغل عشرات الروايات والمسرحيات ولم يشغلها ملاك مثله . هل كان الكتاب شريرون ؟ لا طبعا لكنها الدراما تأتي من هنا . هل شغلت قصص الحب الناجحة الروايات ؟ قصص الحب المجهضة هي التي تشغل الروايات . ألام الأحباء وليس أفراحهم . وهكذا . المهم جمال الكتابة والبناء الفني .

 

 

* تحدثت في أحد لقاءاتك عن عوالم الكتابة ، حدثنا عن رؤية  إبراهيم عبدالمجيد عن الثقافة والكتابة والأثر المأخوذ من ماوراء الكتابة  ؟

- بعد صدور هذا الكتاب عام 2015 ثم فوزه بجائزة الشيخ زايد في الأداب  صدرت كتب كثيرة لكتاب محترمين عن تجربتهم في الكتابة ولا تزال . هذا أمر طبيعي في العالم كله أن تأتي لحظة على الكاتب يكتب عن تجربته . كثيرا ما قابلت قراء أو كتاب شباب استفادوا من الكتاب في فهم طريقة تنمية مهاراتهم وهذا أمر متوقع . لكني عادة لا أشغل نفسي بأثر الكتاب الذي انشره . أترك ذلك للقراء والنقاد. أما حالنا الثقافي فهو أهم ما في عالمنا العربي الآن من فضائل . حولنا حروب وصراعات بشعة للأسف وتظل الثقافة ملاذا حقيقيا للجمال .

 

* وصفوا لي الصبر أهل الكتابة ،  تحدث عن أهمية الإتقان في الكتابة الروائية وكيف يحقق الكاتب التأليف في الرواية ؟

- في الابداع تكون المسائل نسبية ليس فيها قوانين صارمة إلابشكل عام. والموهبة تختلف بين كاتب وآخر . في المسرح مثلا حين كتب سوفوكليس أواسخيلوس  مسرحياتهما الكلاسيكة القائمة علي وحدة المكان والزمان والحدث ، كان يعبران عن حالة الحياة وشكلها في ذلك الوقت، لكن يوريبيدس وجد أنه يمكن للفرد أن يكون له دور أكثر، ثم مع الزمن تطور شكل الكتابة ومع الثورات الحديثة صارت الرومانتكية علامة، فهي حرية الفرد وانطلاق مشاعره . النقد قام بتفسير ذلك كله بعد أن كتبه المبدعون . الرواية بدأت ملاحم دينية ثم ملاحم تاريخية، ثم مع تغير شكل المجتمع صارت واقعية ورومانتيكية وطبيعية وواقعية اشتراكية وعجائبية وهكذا . الصدق الفني هو الذي يعبر التاريخ وكل نظريات الأدب قابلة للتغير . معرفة الكاتب بشيئ من ذلك تجعله يختار مكانا خاصا وعاليا .

 

 

*  شاركة في عدة ملتقيات ومحاضرات  أدبية ولقاءات تلفزيونية ومن ضمنهم برنامج صنوان ، هل في لقائاتك كنت تحرص على التغيير فيما تحمله من معرفة لتضيف للمشاهد ثقافة جديدة ؟

 

  • مؤكد خاصة في الندوات . لكن في اللقاءات التليفزيونية اترك نفسي لأسئلة المذيع. الأسئلة هنا هي المثيرة للإجابات ، وصنوان برناج رائع جدا اسئلته مثيرة حافزة على المعرفة .
  •  

* الكتابة أعجوبة الفكر و القلم و المخيلة ، على ماذا تعتمد أعجوبة إبراهيم عبدالمجيد على الواقع أو المخيلة ؟

- على الاثنين معا . لا معني لواقع تراه حولك وتنقله أمامك . لابد للخيال أن يأخذ هذا الواقع إلى برزخ بين السماء والأرض يثير التأمل والدهشة.

 

 

* لديك تجربة في تحويل مؤلفاتك إلى مسلسلات ، تحدث عن تلك التجربة وهل ذلك التحويل حقق نجاح ؟ وهل  حافظ على قوة النصوص في المسلسلات؟ وأيهما أقوى ؟

 

- الأدب لغة والفن صورة، ولذلك لست ممن يحبون المقارنة بين النص الأدبي والعمل السينمائي أو التليفزيوني . عوامل النجاح مختلفة . عوامل النجاح في الفن هي بنت الصورة والحركة والموسيقى والإخراج والمونتاج . بينماعوامل النجاح في الرواية هي قدرة الكاتب على بناء عمارة من لغات محتلفة . في الرواية الكاتب وحده هو المسؤول، لكن في الفيلم أو المسلسل التليفزيوني فهناك كثيرون يصنعون العمل الفني . الرواية في عالمنا تظل أكثر حرية لأنه لا يوجد رقابة على الأدب. حتى لو وُجِدت فالكاتب يستطيع نشر عمله خارج بلاده، بينما في السينما والمسلسلات هناك رقابة للأسف قد تحذف مشاهد مهمة في الرواية أو حديثا مهما فيها . الرقابة تتعامل مع الفن باعتباره حقيقة أو رمزا لغيره وليس شخصيات خيالية . فإذا تحدثت في الرواية عن قاضي مرتشي يمر الأمر ، لكن في السينما يعتبرون ذلك رمزا للقضاء والعدالة ويمنعون التصريح للفيلم رغم أن المرتشي هوالصورة التى على الشاشة . حتي الممثل الذي يقوم بالدور ينساه بعد أن يعود إلي البيت . باختصار لا أحب المقارنة بين الرواية والسينما، لكن مؤكد أن تحويل الأعمال الروائية لسينما أمر رائع يساهم في ترويجها وترويج للسينما أيضا. السينما في العالم كله قامت على الرواية، لكن الانتاج في مصر انكمش وتقريبا لا يُذكر. أين هو الزمن الذي كانت أعمال إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ونجيب محفوظ وغيرهم تجري عليها السينما . كنا نقدم ستين وسبعين فيلما في العام، والآن خمسة عشر فيلما بينهم واحد عن رواية . وكنا نقدم خمسين مسلسلا في العام والآن خمسة عشر وكلها تقريبا عن العصابات والعشوائيات في السلوك والإجرام وتعدد الزوجات وكانه لايوجد في مصر روايات لها معاني انسانية وفلسفية عظيمة ..