|

عودوا لِرشدِكُم بارك الله فيكم و لكم ..

الكاتب : الحدث 2025-12-30 11:57:59

د/ سلمان الغريبي 
----------------------------

يقول الله عز و جل في مُحكم التنزيل : {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} ، فيا أيها : المُتصدّقون و المُنفقون رئاء الناس ، وأمام فلاشات وشاشات الكاميرات و الجوالات في جميع قنوات التواصل الاجتماعي ، اتقوا الله وخافوه وعودوا لرشدكم ، فكلّ ماتقومون به لن ولن يُتقبَّل منكم مهما صرفتم وأنفقتم ، وقد يعود عليكم والعياذ بالله وبالاً وشرًا وخزيًا في الدنيا والآخرة ، أما تذكرتم  الحديث النبوي : عن أبي هريرة قال: "سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه .. فذكر الحديث، وفيه: ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه "حيث فيه إشارة واضحة إلى فضل إخفاء الصدقة التي تتصدّقون بها ، ودون قصد للرياء والشهرة بين الناس ، وزيادة عدد المتابعين ، والمشكلة أن كل ما يقومون به واضح للعيان تفاهةً وسخافةً وسطحيةً تدلّ على جهلهم وغباءهم ، والله لن يُبارك لهم ولا فِيهم ولا في عطاياهم؛ لأنها أصبحت رياءً وسمعة و ليست لله وفي الله ، ولا يرجون فيها الأجر و الثواب من الله ، و سيكون عملهم هباءً منثورًا .. ، وتمعّنوا ما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه : ( يؤتى بصاحب المال يوم القيامة فيقول الله عز وجل : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال : بلى يارب  قال : فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال : كنت أصل الرحم ، وأتصدق ، فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله سبحانه وتعالى : بل أردت أن يُقال : فلان جواد ، وقد قيل ذلك ، ثمّ أمر به فَسُحب على وجهه ، حتّى ألقي في النّار ) ، وتذكّروا يامن أغوتهم شياطينهم ، وسلكوا طريق الرياء السريع المؤدي للهلاك : أن الصدقة الخفية في السر أفضل بكثير من الصدقة العلنية ، حيث لايكون فيها إحراج وكسر لخواطر المُتصدَق عليهم ، ويكون الإخلاص هو أساس كل عمل طيب صافي ونقي من الرياء حتى تكون  أعمالكم خالصة لوجه الله تعالى ، وتبتعدوا عن الرياء والشهرة والنفاق و (التِميلح) الكاذب الواهي المُصطنع أمام الفلاشات والكاميرات ، فعودوا يارعاكم الله وهداكم للطريق الصحيح طريق الحق والعدل والصواب قبل فوات الأوان .