|

الكشف المبكر خير من قنطار علاج

الكاتب : الحدث 2021-10-03 11:27:39

 

نجران - فريال الوادعي 

درهم وقاية خير من قنطار علاج، عبارة شائعة تحمل بين طياتها الكثير، فكم من وقاية أنجت من كارثة صحية وكم من كشف مبكر منع نهاية مؤلمة بإذن الله، ماجعلني أعرج على هذه المقولة هو أقتراب اليوم العالمي لسرطان الثدي ، حيث أنه وفي كل عام بتاريخ ١٩ أكتوبر تنطلق فعاليات اليوم العالمي لسرطان الثدي ، والذي يهدف إلى تشجيع المجتمع على الكشف المبكر لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة ورفع مستوى الوعي حول ضرورة الوقاية منه.

حيث أن السرطان بشكل عام مرض له قدرة عالية على التأثير بشكل كبير على إي عضو من أعضاء الجسم ، ويعتبر سرطان الثدي من أكثر السرطانات انتشار بين الإناث إلا أن هناك نسبة أصابة للذكور أيضًا، لذلك فأن الكشف المبكر أصبح ضرورة ملحة لاكتشافه مبكرًا وتلافي نتائجه المؤلمة، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن الكشف المبكر يقلل من نسب الوفاة الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي.

ومن منطلق الدور التوعوي الذي يقع على عاتق الجميع قامت "الحدث" بالتواصل مع عدة أشخاص مختصين ومهتمين بهذا الشأن للحديث عن هذا الجانب.

وبالتركيز على منطقة نجران نلحظ اهتمام كبير بالتوعية من قبل الجهات ذات الاختصاص بسبب ارتفاع أعداد الإصابة ، ومن تلك الجهات جمعية رعاية مرضى السرطان ، وهي الجمعية الوحيدة الخدمية غير الربحية المختصة في هذا الجانب بالتحديد.

توعية مستدامة وتوفير للمال 

بتواصل صحيفة الحدث مع اللواء متقاعد قناص آل سوار رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية لمرضى السرطان قال: 

الكشف المبكر هدف استراتيجي من أهداف جمعية رعاية لا يحكمه ساعة ولا يوم ولا شهر بل استدامة طوال العام ، نشارك في توعية شهر أكتوبر كوسم عالمي نحن جزء منه وهو جزء لا يتجزء من أهدافنا ، هدف رعاية من التوعية بأهمية الكشف المبكر طوال العام هو الوقاية منه وكشف المرض مبكرًا لعلاجه مبكرًا وكذلك الحفاظ على حياة وصحة الأنسان وفي المحصلة الأخيرة توفير المال لصندوق خزينة الدولة وتقليل التكاليف الناتجة عن الكشف المتأخر ، فالكشف المبكر يكلف خزينة الدولة من مئة ألف الى ثلاثمائة ألف للمريض الواحد بينما الكشف المتأخر يكلف من مليون إلى سبعة ملايين للمريض الواحد، وبالعدد الموجود من المرضى تكلفة الكشف المبكر من مئة مليون إلى ثلاثمائة مليون وفي الكشف المتأخر من مليار إلى سبعة مليار، وهذا ما يجعل هدف من أهداف رعاية في التوعية توفير هذا المال لخزينة الدولة من خلال الكشف المبكر والتوعية بضرورته، وهذا الفرق في المال ولما للكشف المتأخر من أضرار نفسيه وجسدية جسيمة على الفرد والأسرة تسعى رعاية إلى الوصول لجميع أفراد المجتمع وتوعيتهم ومساعدتهم على الكشف المبكر بكل ما تملك من أمكانيات وصلاحيات ممنوحة، وفي هذا العام تطلق رعاية حملة "أكتوبر الوردي" مستقطبة كل الجهات ذات العلاقة والجهات الإعلامية كافه للوصول للنتيجه المطلوبه من الحملة.

مواقع الفحص في نجران 

تحدثت أخصائية الأشعة ريم مبارك آل سعد عن ضرورة وأهمية الفحص المبكر عن سرطان الثدي لما في ذلك من نسبة شفاء قد تصل إلى ٩٥٪؜ في حال تم الاكتشاف المبكر للمرض، كما تحدثت عن أن سرطان الثدي من السرطانات الشائعة بشكل كبير  بين النساء و أن بعض الأورام التي تم الكشف عنها تكون حميدة ولكن إهمال الكشف المبكر فاقم المشكلة. 

كما نوهت إلى مواقع الكشف بصحة نجران والبالغ عددها ستة مواقع و هي: 
١- مستشفى نجران العام الجديد.
٢- مستشفى شرورة العام. 
٣- مستشفى الولادة والأطفال.
٤- مستشفى الملك خالد.
٥- مستشفى حبونا. 
٦- مركز الرعاية الصحية بحي الضباط.

ويستخدم للفحص المبكر جهاز "المامو جرام" ويستغرق إجراء الفحص حوالي تسعة دقائق ، بعدها يتم التواصل مع المراجعة للإبلاغ بالنتيجة.

وبالحديث عن الفحص الذاتي أكدت على أهمية وضرورة الفحص الذاتي من عمر عشرين عام وأكثر ، إلا أن الفحص الذاتي لايغني عن الفحص المبكر. 

وأكدت الأخصائية "ريم" على الأمور التي يجب أن تعيها المراجعة قبل عمل الفحص المبكر ومنها ألا تكون المراجعة مرضع أو حامل ، وأن كانت تلقت مؤخرًا جرعة لقاح كورونا تنتظر من أربعة إلى ستة أسابيع حتى تستطيع إجراء الفحص،ايضًا ان لاتضع مزيل عرق أو بودرة جسم أو ماشابه ، كما يجب أن يكون العمر أربعين عام فأكثر حاملة هويتها الخاصة عند المراجعة.

وختمت بتحذير من بعض  الشائعات المتداولة الواجب التوعية بعدم الأخذ بها وتداولها ومنها أن جهاز "المامو جرام" له أثار جانبية أو مسبب للسرطان ، بل أنه كاشف مبكر ودقيق عن هذا المرض الخبيث كفى الله الجميع شره.


توعية فئة الشباب 

فيما قالت هند الجعفر أخصائية تثقيف وتواصل صحي:
‏‎حان الوقت لتدشين برامج التوعية لفئة الشباب بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث نلاحظ أغلب الحملات والبرامج التوعوية لسرطان الثدي تستهدف الفئه العمرية ٤٠ ومافوق، وأرى أن التدخل هنا متأخر إلى حد ما، فمع تعدد المسؤوليات والالتزامات غالبًا ماتنضج المعتقدات في هذا العمر مما يتطلب مجهود أكبر لتبني سلوك جديد على عكس التوعية والتدخل في مرحلة مبكرة من العمر يكون القبول لخلق عادات صحية أكثر تقبلًا وتأثيرًا.

‏‎لذلك لابد من تصميم برامج تناسب فئة الشابات لتوعيتهم بأهمية التحكم في عوامل الخطورة لسرطان الثدي وأهمها الحرص على الرضاعة الطبيعية والحفاظ على الوزن المثالي والعادات الغذائية الصحية بجانب التعود على ملاحظة أي تغيرات، مع توعيتهم بأهمية مراجعة الطبيب فوراً عند حدوثها، فإذا تبنينا هذا الفكر سنبني جيلًا من الشابات الواعيات وسنقلل بكل تأكيد من نسب الكشف المتأخر لسرطان الثدي.

محاربة وانتصار

رزنة الشرمان إحدى محاربات السرطان بنجران تقول:  
عانيت من هذا المرض المؤلم وعشت معه لحظات صعبة إلا أنهُ بفضل الله وبقوة إيماني ومساندة أسرتي تجاوزت الأمر ولله الحمد ، وأن كانت هناك من أمنية أتمناها أن يبادر الجميع للكشف المبكر لتلافي الأضرار الناجمة عن تأخر الكشف، داعية الله أن يكفي الجميع شر هذا المرض الفتاك.‎