جدة - مشاري العصيمي

لاقت عروض مسرحية افهمونا استحسان عدد كبير من المهتمين بالمسرح خلال تقديمها على خشبة مسرح جامعة عفت، وفي السياق تفرد الطاقم المسرحي في تقديم جل ما لديه للوصول بذائقة المشاهد إلى الذروة، حيث لامس الأداء التمثيلي الذي قدم على خشبة المسرح جوانب من الواقع في المجتمع في تسلسل هرمي أبحرت به الكاتبة بمخيلة جمهورها، حيث أبدع في إخراج الفكرة مخرجان كان لهما الأثر في رسمها بدقة على خشبة المسرح ظهر ذلك جليا في جودة العمل حيث كان للمنتج دور في ذلك.

ومن زاوية أخرى ذكر الممثلون أثناء سؤالهم عن تفاعل الجمهور مع أدائهم المسرحي عن أن الجمهور كان حضوره جيدا جدا وتفاعله أيضا كان محفز لهم في كسر "الرهبة"، وأبانوا عن أن طموحهم يشابه طموح أي نجم حلمه أن يكون نجم شباك ومنها للعالمية.

وتماشيا مع ما تم ذكره أردف "المخرجين" "أ.سالم بكيش" و"أ.ابرهيم الفردوس" في مستهل حديثهما حول رؤيتهما وتجاوب الجمهور مع المادة المسرحية نصا "إن تجاوب الجمهور كان كما رسمنا له وتوقعناه أما ما يخص الإقبال فهو جيد ونجزم أن سعر التذاكر كان له دور كبير في ذلك وكذلك التوقيت مهم جدا، فكون المسرح السعودي في مرحلة النهوض والتطوير هذا أمر يحتاج إلى مضاعفة جهد من جميع الأطراف سواء الجهات الحكومية أو القطاع الخاص كما أن الإعلام يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في التوعية والإعلان والانتشار المقنن، أما ما يخص الأعمال القادمة -بإذن الله- هنالك عملان مسرحيان الأول بمنطقة أبها والثاني بمحافظة الطائف".

وفضلا عن ذلك ذكرت كاتبة النص المسرحي "أ.هنادي الفردوس" عند سؤالها عن رسالتها التي قدمتها عبر المسرح وماهية الأدوات اللازمة ليصبح الكاتب المسرحي الخليجي ناجحا حيث قالت "رسالتي التي أنشدها عبر المسرح هي رسالة تعالج مشكلة اجتماعية أو مشاكل بالتحديد وأكون عنصرا فعالا في الترابط المجتمعي والمحافظة على قيمه ومبادئه، أما ما يخص الأدوات فعلى الكاتب أن يكون ملما بعناصر القصة وأهدافها  ويملك خبرة أدبية، كما يحتاج الكاتب أن يكون على مستوى عال من الثقافة وله بعد نظر وهذا لا يمنع أن يكون الكاتب قد تعمق في مجتمعه ويملك الحس في تلمس معاناته ومعايشة احتياجاته ومصداقية الطرح، أما الشق الأخير من السؤال فأقول الكاتب المسرحي هو عين مجتمعه ولسانه الناطق فالاحتكاك بالأدباء والإثراء الثقافي مهم جدا، كما أن الغوص في حياة المجتمع والأمانة والشجاعة عناصر مهمة جدا للكاتب المسرحي.

وتأسيسا على ذلك أضاف منتج العمل المسرحي "أ.مفلح الثبيتي" عن أن العمل المسرحي يعتمد في جودته على عنصري مهمان أولاهما ثقافة المجتمع وثانيهما الانتقالية الدقيقة في الفكرة والسيناريو، وأردف في حديثه عند سؤاله عن ماهية الأدوات المناسبة ليواكب المسرح رؤية 2030 المستقبلية أجاب بأن الأدوات المناسبة تتمثل في فتح المجال للمبدعين وتذليل المعوقات ودعم الإعلام بشكل هادف، بما في ذلك استقطاب الخبرات سواء محلية أو دولية والمحافظة على الهوية الوطنية.