|

” أن تهدِم نفسك “

2020-02-20 06:20:39

كانت تبني نفسها بكل دقة وكأنها أمام عملٌ فني في مُنتهى الإبداع، حتى باتت مجرد تحفة فنية لا روح فيها.. تُحفة في غاية الكمال و الجمال لكن؛ كان هناك ما ينقصها بالرغم من المثالية التي طالما تحلت به..
توقفت لبُرهة حتى تعترف بأنها لم تكن تبني بل كانت تقمع ذاتها فيها وتتحول إلى كل شيء سوا أن تعيش انسانيتها وطبع الإنسان الخطآء، فهُنا جاء قرارها بالهدم…
وأخيراً قررت أن تهدم قيمها لتتبنى قيماً أُخرى.. أن تهدم خياراتها وتتبنى خيارات جديدة.. أن تهدم الصورة المثالية التي طالما حاولت الحفاظ عليه وتعترف أمام كيانها بأنها ليست كذلك ولا يمكن أن تكون..
إلى كل الذين كانوا يعيشون في أبراج عاجية ظناً منهم بأنهم أفضل من الآخرين وبأن مثاليتهم كان شيء حقيقي.. كفاكم وهماً فجميعنا يعلم بأن المثالية مستحيلة ولا سبيل للكمال وكل الذين ظنوا بأنهم كذلك كان الخطأ يسكنهم من رأسهم لأخمص قدميهم لكن أخطاءهم كانت بتبريرات منطقية وفلسفية.. وعند أول جلسة مُصارحة مع النفس لأكتشفوا مدى الدمار الذي يعيشوه حتى يبدوا بهذه الصورة الرائعة ويتصارحوا مع نفسهم عن الانهيار الداخلي الذي يسكنهم و يتجاهلوه. ربما آن الأوان لنهدم كل القيم المثالية ونتبنى بعضاً من القيم الواقعية ونكمل طريقنا للإحسان لا للكمال..
دُمنا ودُمتم إنسانيين لا مثاليين..