” إرثُ فكر”
” إرثُ فكر”
“بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم بإمكانك أن تمتلك آلة زمن وتُسافر إلى كل الأزمنة رغم أن لا وجود لهذه الآلة الخرافية !..
بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر عبر شيء واحد : القراءة، الذي لا يقرأ لا يرى الحياة بشكل جيد “
_ محمد الرطيان
لو اخبرتكم عن جزء من ارضٍ حالمة يتكئ على ضِفافها البحر , ويجتمعُ اسلافنا الأدباء والفلاسفةُ وجلَّ المفكرين منذُ القدم حتى هذهِ اللحظة تحت أَرْوِقَة الأدب , المحفوفة بمعزوفة الموج , لنصافحُ فيها اياديٍ نديه عبر الكلمات , ستصدقون مثل هذا الحدث في أرضٍ حيّه ؟
إذاً تلكَ هي جدة الأن.
حظيت جدة طيلة الايام الماضية بعُرسٍ ادبي وفكريّ وثقافي لمعرض الكتاب في دورته الخامسة , والذي ضمَ أكثر من 400 دار نشر محلية وعربية وعالمية من 40 دولة حول العالم , تعرض ما يفوق ال 350 ألف عنواناً .
ولا يخفى على الجميع ما للكتاب من عظيم الأثر في نهضة الأمم ورقيها الفكريّ , فهو الإرث الذي نتناقله جيلاً بعد جيل , و هو بلا شك المتحدث الصامت , والواعظ الخفي , وأقربُ نديم , وأفقهُ مُعلم , فمنها ما يأخذكَ بعيداً عن حدود المكان , واعلى من سقف توقعاتك لا بيتك فقط .
فإقامة مثل هذه المعارض بها إثراء وجذب وتحفيز للعودة للقراءة , و دليلاً على وعي افراد المجتمع , حيث يقصدها كل قارئ فيجد ما يتناسب مع ميوله ومع ما يبحث عنه, وساهمَ في ذلك تنوع دور النشر التي تُتيح اقتناء مختلف الكُتب بمختلف المجالات .
الجانب المهم في اقامة معارض الكتاب هيّ اجتماع دولٌ شتى في مكانٍ واحد , مما يُسهم في التبادل المعرفي والثقافي وتسهيل الوصول لمعظم دور النشر العربية التي تفصلنا عنها الحدود الجغرافية ويجمعنا بها كتاب.
والجانب الجميل منها تلكَ المساحات الرائعة التي خُصصت للأطفال والفعاليات المقامة لأجلهم , مما يترك في ذاكرتهم اثراً ايجابياً , والشغف للعودة مجدداً كل عام.
بالإضافة للبرنامج الثقافي هذا الجانب المُضيء , حيثُ الملتقيات والأمسيات الأدبية والمحاضرات والندوات والحوارات التي تزخر بالعديد من المفكرين والأدباء , وورش العمل وتعليم مهارات الخط العربي والفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي , كلّ ذلك يُعد إرثاً فكرياً وثقافياً وحضارياً لما مضى ولما نعيشه الآن.
.
.
” أن تقرأ كتاباً يعنى أن تتصفحَ جانباً من عقل الكاتب , وان تعيش اياماً ولحظات مع رؤاه وفلسفته , فالكتاب هوية الكاتب “.