|

( دعوها فإنها مُنتنة )

2019-12-17 11:25:24

وها نحن الآن بعد أن تقدمنا في كل المجالات تقدماً ملحوظاً وتطاولنا في البنيان لم نستطع أن نغادر تلك المنطقة المظلمة…
كيف لنا أن نصف أنفسنا بالمتمدنين ونحن لازلنا نتخبط في وحل العنصرية و التعصب؟!
مازلنا نحكم على الشخص ونعامله بدونية بمجرد اختلافه عنا في الشكل أو اللون أو الخلفية العائلية أو الدراسية أو المادية…
أصبحنا نتنمر على غيرنا ونتجاوز حدودا غليظة لنُرضي نزعة الجاهلية فينا..
لم يكن يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لشيء عظيم وعندما حدث الخلاف بين المهاجرين والأنصار وبدأ كل طرف يقول يا للمهاجرين ويا للأنصار غضب فقال عليه الصلاة والسلام : “دعوها فإنها منتنة” وصف التعصب بالنتانة…
ولازال الفخر بالأنساب يسكننا ولا زال التطاول على مختلف الجنسيات لا يفارقنا ولا زلنا نفخر بأشياء لم ننجزها..
“ليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال هأنذا”
ما فعلوه أجدادك وآباؤك ليست مدعاة للفخر فهي ليست انجازاتك الشخصية.. القبيلة التي تنتمي إليها ليست باختيارك.. الجنسية التي تحملها محض صدفة.. وأموال عائلتك لا تدل على ثراءك فأنت لم تكسبها..
لا بأس بشعور الإنتماء فهو شعور محمود وجميل لكن عندما يصل الأمر إلى الى الفخر بشكل مقيت يصل إلى التعصب والتعامل بعنصرية مع غيرك هنا يجب أن تقف للحظة وتفكر؛ ما أنت فاعل!!…
انجز في حياتك وافخر بكل انجازاتك الشخصية التي بذلت فيها الكثير.. واختياراتك في الحياة هي التي تستطيع الحديث عنها بفخر دون غرور أو تعالي..
فلنكن جميعاً مِن مَن يقولوا “هأنذا”
فالرُقي والتقدم لا يتوافقا مع التعصب والعنصرية…
دمنا سالمين مسالمين لا مُضرين ولا مُتضررين..