|

” إرادتي تَصنعُ الفرق”

2019-12-06 11:34:23

أن تفقدَ جزءً من جسدك , وتتناقصُ عافيتك يومياً جراءَ مرض عضوي أو وراثي لا تملكُ سبيلاً لإيقافه .
أن تكون مع الجميع لكنكَ حتماً تشعرُ بالاختلاف , فقد تكون ممن يقرأ ويعي الأحداث بأذنه , أو ممن يسمعُ الحديث بعينه وذلكَ لنعمةٍ أُخذت منك , كلُّ ذلكَ لا يُنقِص من ماهيتكَ كإنسان .
ذوي الهمم اصحاب الإرادة وذوي الاحتياجات الخاصة , الفئة الحبيبه و القديرة والمتميزة , التي تعيش بيننا ومعنا ليس ذلكَ فحسب , بل تُعلمنا الكثير الذي عجزنا كأصحاء أن نتعلمه بأنفسنا .!
قبل ايام احتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذويّ الإعاقة تحت شعار ” المستقبل يُمكن الوصول اليه ” لدعم ذوي الإعاقة ومعرفة حقوقهم ومطالبهم , وتمكينهم من تحقيق ذواتهم ودمجهم بالمجتمع .
حقيقةً لا يكفي أن نبتكر شعارات ونُخصصَ اياماً نحتفلُ بها ليُقال أنَّا عززنا من قواهم وحققنا مطالبهم في بضع كلماتٍ حتماً ستُنسى , هم بحاجةٍ دائمه لتحويل الكلمات الى افعالٍ يجدونها على ارض الواقع ,عن طريق تدريبهم وتطوير مهاراتهم واخذ مطالبهم بعين الاعتبار من خلال سرعة التنفيذ .
ففي كلِّ عام تُزخرفُ الكلمات والخطابات والوعود المُخدرة لهم , وبقية العام تستمرُ المعاناة وتتفاقمُ الآلام لديهم .
نحنُ اولاً بحاجةٍ للوعي التام بما يلاقيه ذوي الإعاقة من عقبات بدءً بحياتهم اليومية , فَيحتاج لتسهيل الوصول والاستفادة من الخدمات المقدمة في جميع المرافق الخاصة قبل العامة , واحترام اعاقته مهما اختلفت وبذل كافة الاستطاعة لمساعدته دون أن نُشعرهُ بالعجز او الازدراء , فالبعض للأسف بحاجةٍ ماسه لمعرفة أخلاقيات التعامل مع ذوي الإعاقة رغمَ أنهم فئةٌ تفوقهم ” أجراً ” .
وفي قراءةٍ سريعة لبعض الشكاوى التي يعاني منها ذوي الإعاقة – بالإجماع عليها- إلا وهيَّ استخدام المواقف المخصصة لهم , وعدم الاهتمام بوضع منزلقات للكراسي المتحركة في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية والمراكز التجارية , وأن وُجدت يعاني بعضها من سوء الانشاء بطريقة لا تُمكنه من استخدامها , ايضاً عدم وجود مصاعد ودورات مياه مهيأة لحاجاتهم عند زيارتهم للمرافق العامة والخاصة .
المكفوفين ومعاناتهم اليومية حينما ينتظرهم طُرقُ مبهمة , أُنشئت بطريقةٍ لا تُمكنهم من الاستفادة منها مما يجعل البعض حبيس جدرانٍ واعاقة .
ذوي الاعاقة السمعية والانتظار الطويل في صالات المطار او بإحدى المستشفيات دون معرفة طبيعتهم والتخاطب معهم عن قرب او استخدام لُغة الاشارة بعرضها عن طريق الشاشات أن صَعُب ايجاد موظفين لها .
صعوبات التعلم والمصابين بالتوحد ومتلازمة داون وما تلاقيه هذهِ الفئات في البيئة التعليمية من الاجحاف في حقهم وتكليفهم ما يعجزون عن اداءه بحجة المساواة مع بقية الطلاب , فماهية الدمج ان تُذيب الفروقات نعم ولكن التعامل معهم بما يتناسب مع ضعف قدراتهم وإعداد مناهج وكادر متخصص لهذهِ الفئه فمن الظلم المساواة التامة بينهم وبين بقية المتعلمين .
رغمَ كل ما ذُكرَ من عقبات نجد انه من ذوي الاعاقة من حصد انجازات تلوَ الاخرى عجزَ عن تحقيقها اشخاصٌ اصحاء , لكنهم يُعانون من ضعف الإرادة , لذلكَ نقولُ دائماً أن قوة الإرادة هيَ الفرق الحقيقي بين انطلاقتهم وتَميزهم و بين اعاقةُ الاصحاء.
,
,
” لُطفاً , حينما تُصادفهم في طريقكَ ابتسم لهم , احترم اعاقتهم فهم ليسوا بحاجةٍ للشفقة بقدر حاجتهم للتقدير, علم ابنائكَ ونفسك قبلاً , ان النظرات المستنكرة والنفور من وجودهم يؤذيهم , فلا تَكن سبباً في عُزلتهم “