|

صلاحية القارورة

الكاتب : الحدث 2021-12-04 10:53:38

 

بقلم ✍🏻 فاطمة آل زمانان 
 
تساءلت يومًا إلى متى سيبقى الجسد متم وجوده !
بعيدًا عن أهمية وجود الروح لكي يعيش !

     أسألك بما لا أعلم و لو علمته سألتك به يا من تكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء .
هل يتضجر الجسد ؟ هل تنسى النفوس به ؟ بعيدًا عن شقائنا أيها الأخ البار الرحيم ! 
هل هنالك مراتب أم مبادئ عقلية ليبقى طويلاً .
الإنسان عالم كبير في قول : علي بن أبي طالب رضي الله عنه 
" دواؤك فيك وما تشعـر         وداؤك منك فلا تبصـر
أتزعم أنك جرمٌ صغـير           
وفيك انطوى العالم الأكبر
وأنت الكتاب المبين الذي        بأحرفه يظهر المضــمر " 
 [ديوان الإمام علي عليه الصلاة والسلام ص ١٧٥].

يجب أن تقف هنا على حقيقة أن الوجود متقدم على البقاء و البقاء متقدم على التمام والتمام متقدم على الكمال .
معنى أن الانسان عالم كبير عالم له جسم و نفس ، يعنى به الفلك المحيط  و مايحوي من سائر الموجودات من الجواهر و الأعراض و أن حكم جسمه بجميع أجزائه البسيطة و المركبة و المُولدة تجري مجرىٰ جسد انسان واحد بجميع أعضاء بدنه المختلفة و الصور المفننة الأشكال ، و إن حكم نفسه بجميع قواها السارية في أجزاء جسمه المحركة المدبرة كحكم نفس انسان واحد و ذلك قوله الواسع العليم : { ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة } [لقمان : ٢٨].
الجسد مُماثلاً كالساتر عمّا يحتويه كالظِلة تشرع فوق باب الدار ، كثرة الموجودات به تدل على وحدانيته جل شأنه.
 
     بوجدان النفس تتلقى صحة جسدك بكون وجودها كان جود عقلك.
أجسادنا تعلم مانفكر به ، إذا اعتقدت أن عمرك عائقا لك لن تعي شيئا طوال هذا العمر الذي تحتسبه ضيمًا دون استغلاله بدماثه ، جودة أفكارك مؤشر هام على مدىٰ حُسن أم سوء حياتك مادام باعتقادك أن عمرك مسبب عجز أو إعاقة لطرقك ، ليست هذه الفكرة التي وودتها تجوب ذهنك هنالك العديد من تلك الأفكار المتزاحمة أخي البار .
لكل شيء نمو و لكل نمو مادام ينمو انتهاء البعض لا يعلم ماهية جوهر نفسه ولا كيفية ارتباطها بجسده و لا لأي علة ربطت به ولا لأي علة نفارق الجسد في أخر العمر عند انقضاء الأجل ، الإنسان يريد فهم متى بدء كون هذا العالم ; لأنه الأقرب لفهمه ويسهل تعلمه لم يتفكر في بنية هيكله ولا يدري كيف كان بدء كون ذاته .
صلاحية جسدك في العيش لا تتعلق أبدا في زمن محتمل تتوقعه أنت .
لا ترضىٰ بقليل من العلم يُدار لا ترضىٰ إلا بالنور الباهر كالنظر إلى عين الشمس في نصف النهار في يوم الصيف .
موازنة علمك بنفسك و عقلك هو إدراكك بقدرتك أسأله أن يهدينا إلى سواء الصراط ، قدّْر نصف يوم متنعما ملتذا بمعرفتك ماهية قدحٌ واحد نحو الغُمَر بداخلك تكفْ الشر أن لا يمتد .   
لا يستدعي أن تجبر نفسك البادئة بعد عقلك أن تحذر أو تقاوم ، فقط تعلم أن تكن نظيفًا باستمرارية متواترة بقبول و زيادة .
عليك أن تتعلم أن تكن نظيفًا باستمرار متناظرًا مع حياتك 
لعل جانب واحد فيك مخطىء يحفر لك طرقًا للصواب أكيدة و تامة ، فقط إن كنت نظيفا أثناء خطأك : أي اِجعل غايتك من الخطأ يعلمك ألم ذلك الخطأ و في حال انتهائه جيدًا بثوابت لآ متناهية ستنتهي رحلة الأخطاء لن تحرص على التمسك بطريق الصواب بحذر فبكل سهولة سيكون الصواب أنت .
بعد هذا سترتكز الركيزة و تقوم الأساسيات على أنك لست رافضًا للخطأ لست متجاهله لست مجبرًا على الصواب بذات الحين لست ضدّه.
إنه ينبغي لكل من يريد النظر يُقدم وإنه ينبغي لكل من يريد العِلم يُدرك.