|

ناصب الفخاخ

2019-11-12 11:44:16

ألتقينا صدفة و “الصدفة خيرًا من ألف ميعاد”

قدمتك لي صديقة وهي تقول:
– هذا صائد الكلمات.

تحول وجهي إلى فرح كبير وسئلتك بسذاجة الأطفال:

– واااو هل انت حقًا صائد الكلمات.
هل تجيد نصب الفخاخ
هل تزرع الثقة في صدور جرداء
هل تعيد سعادات مفقودة
هل تغسل الأفكار وتغير الأحلام
كم كنت أحلم كثيرًا بلقاء صائد كلمات.

اعتلت ملامحك إبتسامة شامخة ..
وأخذت تحكي لي عن بطولاتك في نصب الفخاخ وإنقاذ الناس من واقعاً لا يطيقونه.

 

و هـ أنا اليوم أجلس أمامك بابتسامتي الجميلة وهدوئي الطاغي لعلك تنتشلني من فكرة بائسة.

هذه الزيارة الاولى بموعد مسبق. لقاء هاديء جدًا مرتبك في حقيقته.
وكنت أنا في حالة يرثى لها. قوية، أنيقة، سعيدة، بل أكاد أحلق فرحًا بلقائك.

أنت المشرق كـ إبتسامتك. مندهش أو ربما متعجب لرؤية الفارق الكبير بين لقائين يفصلهما عدة أيام.

أترقب بشفافية وابل أسئلتك. شغوفة بسؤالٍ ماكر يتحدى عنادي الشاهق.

و في ذات الوقت أكاد أسمع ضربات قلبي كـ قرع الطبول.
أحاول أن أهدأ من روعي أو ربما ستستطيع أنت! .
أتنفس بعمق ربما أتنهد لا أعي ما أفعله تمامًا.

ثم تبدأ بـ نصب الفخاخ.
عادت ما أجيد النجاة من فخاخ الأسئلة. تلك الأسئلة التي أنتظرها بلهفة وأتهرب منها بمكر وكبرياء. لا أعلم لماذا!

كنت تقرأ أفكاري .. ارتباكي .. خوفي إنفعالاتي… رأيت ذلك في إبتسامتك في صوتك في عينيك.

ثم بدأت تسأل وتبتسم، تسأل وتضحك، تسأل وتندهش، تسأل وتصمت، تسأل وتنتظر، تسأل و……

و أنا أجيب وأتعجب، أجيب وأتنهد، أجيب وأضحك، أجيب و أبكي، أجيب وأحلم، أجيب و…….

أنجو من فخاخ أسئلتك بإعجوبة مرة بصمتي و مرة بجنوني.
جنوني الذي لا تراها أو ربما تراه فأنت ناصب فخاخ محترف.

مر الوقت سريعًا و توقف الكلام عن الكلام.

أنظر إلى ساعتي.

– اوه لقد تأخر الوقت كثيرًا.

تحاول أن تعيد لي توازني بفنجان قهوة.
أبتسم سرًا ابتسامة فاخرة حزينة.

في الحقيقية لقد غمرتني بسعادة شاهقة لن أنساها.

ولكنك لم تفلح في اصطياد الكثير من القصص العالقة التي وصلت لحافة البوح ثم تراجعت خائبة مختنقة تبحث عن سؤال مستفز يفجرها.

من المؤسف أن تكون ناصب فخاخ محترف ولم تصطاد سوى نبض واهن !