|

نحنُ الإناث

2019-11-10 11:45:07

حيث بوجودنا توجد الحياة ،فما من رجل يستطيع العيش دوننا، وبالمقابل لا نستقي الامان إلا من الرجل.
لذا نحن ندرك اهميته ،ولكنه لا يدرك من نحن ؟ سوى لذة تشبع جوارحه.
فيا أيها الجاهل بنا..لتعلم عن الإناث مالم تعلمه .فنحن من قال عنا الشاعر حافظ ابراهيم : الام مدرسة إن اعددتها أعددت شعباً طيب الاعراقي .
فمنذُ الحمل بك ومن قبلك أبيك الذي لا يستقي لقمتة بعد يومٍ كادحٍ إلا من يد أنثى ترعاه وتهتم به رغم حملها بك حتى ولادتك فتقسم رعايتها على الاثنين متناسيةً نفسها ويأخذها السهر بتفاني إن مرضت ،حتى تفقد إدراكها وتنسى كم قضيت من الوقت بلا نوم ،وإن سرقها النعاس فزت ،مرعوبة تاركةً العنان ليدها لقياس حرارتك مع خوف وتأنيب ضمير على غفوتها ولوم لنداء الطبيعة على لحظات سرقتها وابعدتها عنك .
لتمضي السنوات والعطاء لا ينقطع ،حتى كبرت واصبحت سيفاً مسلولاً يجز اعناق الإناث، بتحكم مالك لمملوك لا يحق له الإقدام على تصرفات غير المسموح بها من قبلك، أيها السجان ..حتى الرأي قمعته ،لعقودٍ مضت ،وشيطنة أنت ومن معك جميع الإناث . وقاتلت لمنعها من التعليم ،وتسخيرها لتلبية احتياجاتك متناسياً أنها روح مثلك ،تحتاج
كما تحتاج أنت ، ولكن هيمنة المجتمع الذكوري الذي أخذ كل شيئ جميل في الحياة بما فيها الأنثى ،اضافها لقائمة متعته التي ينعم بها .فإن شكت عصت وإن مرضت، فلحضةالتبديل وجبت ،وإن ماتت أنستهُ زوجتهُ الثانية موتها. فأي بؤس عشناه؟! فيما مضى ..ترفع الشعارات من نادي الرجال حسب الحاجة، مرة يقال أنت عورة فأمكثوها في منزلها ملكة، وتارة تمسهم الحاجة فيطلبونها موظفة، بحجة أن الزوجة الصالحة من تقف وتساند زوجها. فكلا الحالتين المرأةُ جثة تحترق من أجل الرجل .إن كان زوجاً او اخاً او ولداً او اباً. فيا أيها الرجال ..افعلوا كما اوصاكم نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ( رفقاً بالقوارير ) .فنحن نصفكم الاخر ..وقد اثبت الحاضر أننا خير عون ،وقوة ،وصلابة .
فنحن من ندير المنزل بكل مشاكله مع ضغوط العمل منذ إنطلاقة تمكين المرأة التي لم تتقاعس يوما، ولم تتهاون فيما أُوكِلَ لها ، مُحقِقةً نجاحات ٍباهرة في شتى المجالات .

لذا ايها الرجل..كُف عن الحروب ،وكن دافعاً للنجاح ..فالأنانية لا تسيرإلا بمجداف واحد ،فدع ْمجدافك الآخر يعمل بحبٍ وود. لنرتقي بوطن يحتاج إلى تكاتفنا والنهوض به إلى نجاح منقطع النظير.