متوازيين الأطباع، لكن جمعتنا اهتماماتنا البسيطة ..
ظلهُ الحائر حول المقهى لمحاولة جذب اهتمامي يحول يومي الكئيب لسعيد
أما ابتسامته عند دخول المكان فهي بمثابة الخير في صباحي
وعند رؤيتي لإنعكاس صورته في قهوتي تغمرني سعادة فائقة ..
_ هي كالورد؛ حتى ذبولها مُزهر
عندما أراها تنجلي أحزاني المختبئة في جفوني
هي الساكنة مابين طيات كتابي
أتصفحها يوميًا على أمل أن يجمعنا لقاءٌ مُحكم ..
سار نحوي اليوم وأخيرًا بعد انتظار مطول، لكن هذه المرة كان يحمل قهوة داكنة كحُلكَة الليل
تعكس وجهه المغرم بتفاصيلي
كم دُهشت بأن ذلك الشامخ، ذو الرقبة الملتوية من شدة الكبرياء أنحنى ليشاركني أتفه مايراهُ من روتينٍ صباحي(كوب قهوة!)
_عندما اقتربت من الطاولة ذُهِلت باصطحابها كتاب لتبدأ به يومها بصُحبة القهوة
كيف تحول مصدر الضجر، والصُداع الصباحي من زخم المعلومات إلى بهجة تنظر إليها بِثَمل هكذا؟
واصلتُ التقدم حتى وصلت لتلك المائدة التي دار بها حوار جمع ثقافات مختلفة على قلب واحد في نهاية المطاف ..
لم أتوقع يومًا أن برجوازيًا سيرتبط ببروليتارية مثلي؛ لكن على هذه المائدة حدث!
قواسمنا المختلفة هي من جمعتنا لنؤسس أسرة مختلفة
أسرة تعتز بالاختلاف قبل التشابه، والثقافة قبل الجهل، والظلام قبل النور ..
إن الحُب أرقى وأسمى من أي طبقات، أو مسميات سطحية
الحب مشاركة، اهتمام، خوف، صدق
أما الرغبة اللحظية التي تتملك الشخص لدقائق، أو ساعات ومن ثَمْ تختفي ليست سوى إعجاب مُبطن بحُب زائف!
إن الحُب ثقافة قبل أن يكون مجرد مُسمى مُتداول؛ فإن كانت نظرتك سطحية، لحظية يتحتم عليك إعادة دراسة هذه الثقافة. 

بقلم/أنهار باريان