|

انكشف الوجة القبيح وسقطت أوراق التوت:

الكاتب : الحدث 2022-03-21 09:05:24

حتى المعتوه لم يعد يصدق اليوم كذبة الحريات وحقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب ليلًا ونهارا، وأصبحت قضية يصعب أن يفهمها الإنسان المسلم والعربي، الذي تأكد له بما لا يدع مجالًا للشك والتخمين أن معيار تلك الحريات والحقوق يتأرجح من قضية إلى أخرى وفق هوى ومزاج ومصالح الغرب وقربها أو بعدها عن دولهم، اليوم الغرب في قمة العنصرية وهم يستنكرون ما يحدث في أوكرانيا‬⁩ من قتل وخوف وتهجير، ولم ينكروا يومًا ما حدث في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وغيرها، وأخيرًا انتهت لعبة الغرب الذي يلقن العالم دروساً في القيم والأخلاق، وانكشف الوجه الحقيقي له وانفضحت الازدواجية في عمل وتوجهات ومعايير جمعيات وهيئات حقوق الإنسان.

في حرب روسيا وأوكرانيا سقطت أوراق التوت وانكشفت سوءة الغرب وظهر الوجه القبيح وفقدوا مصداقيتهم تمامًا، وبعد أن كانوا يصوبون نحونا سهامهم ويسلطون علينا سيوفهم تحت ذريعة ملف حقوق الإنسان، توقفوا عن ذلك ولم يعلقوا كثيراً على تنفيذ المملكة أحكام الإعدام الأخيرة بحق ٨١ إرهابيًا نالوا جزاءهم، كما أصبحوا اليوم يتسابقون لإدانة هجمات الحوثي على الأعيان المدنية في المملكة، كذبوا وكذبوا واليوم يفضحهم الله على رؤوس الأشهاد.

وخير مثال على تناقض الغرب حينما يكتبون ويرسمون ويتطاولون على نبي الرحمة محمد ﷺ ويقولون حرية رأي وتعبير، وعندما يتحدث أحد عن المحرقة اليهودية التي اشتهرت باسم الهولوكوست (الإبادة الجماعية) يعتبرون ذلك خطًا أحمرًا ومن المحرمات الأبدية لأنها تدينهم، والتي راح ضحيتها ملايين اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا.

ولا أنسى في هذا المقام حديثًا للأمير بندر بن سلطان سفير المملكة الأسبق لدى أمريكا قال فيه: "كل من دخل البيت الأبيض تحدث عن السعودية بسوء خلال سباق الرئاسة بطريقة أو بأخرى، لكن بعد استلامهم للرئاسة تتغير مواقفهم ويتحدثون بإيجابية عندما يكونون في موقع المسؤولية"، وتصريح سموه يؤكد أنهم يصرحون وفق مصالحهم الوقتية ثم بأنفسهم يكذبون أنفسهم، في عام ٢٠١٩ بايدن يقول: إنه سيجعل السعودية منبوذة! ثم يعود عام ٢٠٢٢ يطلب من السعودية قائلًا: هل تستطيع السعودية المساعدة في إنقاذ أسعار النفط؟

وأنا أقول ترقبوا التهاب أسعار النفط أكثر وأكثر خلال الأيام القادمة بعد رفض السعودية زيادة إنتاجها بسبب اتفاقيات أوبك+، وأضيف بأن ارتفاع أسعار النفط قد أنهى أحلام جيمي كارتر بولاية ثانية، وسينهي أحلام بايدن في الانتخابات القادمة، وسيدفع بايدن ثمن سياسته المتهورة ضد السعودية لا محال.

تثبت الرياض يومًا بعد يوم أنها نقطة ارتكاز وتحول وقلب العالم النابض، دولة قوية وذات أهمية وذات كلمة مسموعة ويعمل لها ألف حساب، والزيارات والمكالمات والتصريحات الأخيرة من رؤساء ومسؤولين دول كبرى خير شاهد ودليل.
السعودية ستمضي نحو بلوغ رؤيتها وتحقيق أحلامها، ولن يوقفها عن ذلك دولة ولا دويلة ولا ميليشيا ولا حزب، ولن تلتفت للغرب ولن تعيره اهتمام إلا فيما يلبي مصالحها ويعزز قدراتها ويطور بلادها، وليعلم الجميع أن السعودية‬⁩ اليوم ليست السعودية بالأمس القريب، أصبح العالم عندما يتحدثون عنها اليوم يتحدثون بتقدير، وعندما يتحدثون معنا يتحدثون بإحترام.
حفظ الله المملكة ومليكها وولي عهدها وشعبها العظيم، وحفظ الله من حفظ كرامتها وأعلى هيبتها.

المستشار والكاتب:
محمد سعيد آل درمة
@mohammedaldermh