(البريق والمرفأ )
أكثر ما يؤلم في هذه الحياة هو اعتقادنا أننا حين نصل إلى المرفأ بعد تخطينا الصعاب سنكون في مأمن وسنهدأ ونحصل على نصيبنا من الراحة ، وإذا بالصدمة تنتظرنا بشغف ، ونحن ما زلنا نأمل أن نلتقط أنفاسنا ونرمم جراحنا ونعالج عواطفنا بضماد الأمل.
الصعاب قد تهون ، ولكن صعوبة تخطي حالة الجحود والخذلان من أعتاها وأشدها قسوة ، وخصوصًا على البعض مما يتأثر شعوريًا، وبقوة تتغلغل إلى كيانه ، فتنهكه وتتملكه ، فتصبغه بصبغة الأسى ، ويكون الألم قرينه، لأن طهارة قلبه لا تعرف الخبث ، وطيب نفسه لا تمارس الانتقام ، ولا يرضى بأحد أن تلحقه المذلة والهوان ، كيف لا وحفظ ماء الوجه ديدنه ، والتماس الأعذار مسلكه، وقناعته بالإيثار سجيته، هؤلاء المرهفين إحساسًا أنقياء الصدور يعتقدون بالآخرين أنهم أهل صدق وموطن ثقة ، وإذا بهم يدفعون الثمن باهظًا ، فالشخص منهم كل يوم يعيش في معركة بين معتقده النقي وحسن ظنه وبين بشاعة الخذلان وعفن الجحود من الآخرين!!! ، هو ليس أحمقًا ولا مغفلًا ولا بطيء استيعاب؟ ، هو في الحقيقة منكر لوجود أشخاص تدب فيهم الحياة يقفون مكتوفي الأيدي وفيها الحل والعقد !!!!، يتوارون ويترددون ويمتنعون عن مساعدة المحتاج و إنقاذه ، فهم يؤمنون إيمانًا جازمًا أن الجاحد عندما لا يمد يده ليرد معروفًا أو ينصر مظلومًا أو يحق حقًا، فهو مضر ويضر، فيلحقه أذى الضرر وعليه تحمل تبعاته ، ويقين قلوبهم ينبض بلا ضرر ولا ضرار ،
أنقياء الصدور يظلون أنقياء صدور بعفويتهم ، وصدقهم ومحبتهم وإيثارهم ،ثابتين على مبادئهم لا تستهويهم الأهواء ، مقابل الحق ، ولا تهمهم المصلحة الشخصية مقابل نفع الآخرين ، ولا أنا بل نحن .
هم يندر وجودهم وخسارة فقدهم عظيمة هم دومًا على النقاء كالماء أرخص موجود وأغلى مفقود ، فلا تكترث أيها النقي ، النادر دائما بريقه دائم ، كن نادرًا ا💎
بقلم ✍️مها النصار
تويتر @mahanassard