|

(البريق والمرفأ )

الكاتب : الحدث 2022-03-29 01:02:19

      

‏أكثر ما يؤلم في هذه الحياة هو اعتقادنا أننا حين نصل إلى المرفأ بعد تخطينا الصعاب سنكون في مأمن  وسنهدأ ونحصل على نصيبنا من الراحة ، وإذا بالصدمة تنتظرنا بشغف ، ونحن ما زلنا نأمل أن نلتقط أنفاسنا ونرمم جراحنا ونعالج عواطفنا بضماد الأمل. 
 الصعاب قد تهون ، ولكن صعوبة تخطي حالة الجحود والخذلان من أعتاها وأشدها قسوة ، وخصوصًا على البعض مما يتأثر شعوريًا،  وبقوة تتغلغل إلى كيانه ، فتنهكه وتتملكه ، فتصبغه بصبغة الأسى ، ويكون الألم قرينه،  لأن  طهارة قلبه لا تعرف الخبث ، وطيب نفسه لا تمارس  الانتقام ، ولا يرضى  بأحد أن تلحقه المذلة والهوان ، كيف لا وحفظ ماء الوجه ديدنه ، والتماس الأعذار مسلكه، وقناعته بالإيثار  سجيته،  هؤلاء المرهفين إحساسًا أنقياء  الصدور يعتقدون بالآخرين أنهم أهل صدق وموطن ثقة ، وإذا بهم يدفعون الثمن باهظًا ، فالشخص منهم كل يوم يعيش في معركة بين معتقده  النقي وحسن ظنه وبين بشاعة الخذلان وعفن الجحود من الآخرين!!! ،  هو ليس أحمقًا ولا مغفلًا ولا بطيء استيعاب؟ ،  هو في الحقيقة منكر لوجود أشخاص تدب فيهم الحياة يقفون مكتوفي الأيدي وفيها الحل والعقد !!!!، يتوارون  ويترددون ويمتنعون عن مساعدة المحتاج و إنقاذه  ، فهم يؤمنون إيمانًا جازمًا   أن الجاحد عندما لا يمد يده ليرد معروفًا أو  ينصر مظلومًا أو يحق حقًا، فهو مضر ويضر،  فيلحقه أذى الضرر وعليه تحمل تبعاته ، ويقين قلوبهم   ينبض بلا ضرر ولا ضرار ، 
أنقياء الصدور يظلون أنقياء  صدور بعفويتهم ، وصدقهم  ومحبتهم وإيثارهم ،ثابتين على مبادئهم لا تستهويهم الأهواء ،  مقابل الحق ، ولا تهمهم المصلحة الشخصية مقابل نفع الآخرين ، ولا أنا بل نحن . 
هم يندر وجودهم وخسارة فقدهم عظيمة هم دومًا على النقاء  كالماء أرخص موجود وأغلى مفقود ، فلا تكترث أيها النقي ، النادر  دائما بريقه دائم ، كن نادرًا ا💎

بقلم ✍️مها النصار 


 تويتر ‏@mahanassard