|
الكاتب : الحدث 2022-03-29 01:04:51

 

ثمة أشياء لا تُصنف وميزتها أنها كذلك ، لا تقبل التفنيد أو التراتبية لها أسبابها المنطقية الوجودية لكن دون مسميات ولها شعورها العارم لكن دون مقدمات ، تأتي في لحظات لا تشبهها حضورها وارف وأفولها عاصف حيث يعصف بالروح ولا تكون أبدًا كما في حالة الحضور 
ونعرف في غيابها كم كانت ثمينة ومقدسة ،،
بغتة تنثال علينا بالأسئلة دون هوادة وحتى لو كنا نعتقد أن الأجوبة معلقة على مشجب الأمنيات ذاك الذي له تدابير ربانية غاية في الدقة والتناسب ..
يظل الإنسان مجبول على فكرة الغد ومن حكمة وجوده الإنساني أنه لا يعرف ما يكتنف الغد وأنه محدود في نطاق يومه لكن من جهله أيضًا أنه يملأ عقله بالتوقعات وفكره بالمدخلات التي تؤدي بدورها للمخرجات !
مهلاً مهلاً !
هذا التسارع الذي نعيشه على كافة المستويات هل منا من لامست قلبه تلك الآية التي تهدينا الإجابة بكامل الحكمة واللطف والرحمة الإلهية ..
ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل
( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت )
إنها غاية البلاغة لمن تدبر " ما تدري " لعلها أعمق إجابة حيث  تتبعها مفردات رنانة نفس ثم كسب ثم غد ثم أرض ثم موت !!
وكأنه من الحكمة والإدراك بماهية النفس البشرية أن 
لا تدري لكن لو كنت تدري لعشت القلق أضعاف مضاعفة
وكأن من النعمة أن الأشياء الوجودية التي تفرض عليك الأسئلة محددة في نطاق ثوابت حددها القرآن لتجعلك تضع أولوياتك حتى في الأجوبة !!
يا الله ما أحكم التنزيل حيث كل الأجوبة منذ بدء الخليقة عن طريق الخطيئة الأولى في تاريخ البشرية إلى العمل للغد رغم الجهل به ومعرفة المصير الحتمي وهو انقضاء الحياة وزوالها .

رهام مدخلي
‏@Reham90md