|

المشاورات اليمنية اليمنية.

الكاتب : الحدث 2022-04-09 01:20:26

بقلم : عثمان الأهدل …

أخيرًا بدأت بوادر السلام تأخذ منحاها في اليمن بعد حرب امتدت لمدة سبعة أعوام تم فيها اعطاء الفرص تلو الفرص لحكومة هادي ونائبه علي محسن، والتي للأسف الشديد ادخلت اليمن في متاهات إزاء القرارت المتخبطة التي احدثتها تلك الحكومة، مما نتج عنها ظهور طفح ونتوءات عسكرية تطالب باقتسام الكعكة، وهذا أدى إلى تقوية نفوذ مليشيا الحوثي العدو الأساسي للمنطقة والذراع العسكري المخرب لإيران، والمشاورات اليمنية اليمنية تحت اشراف مجلس التعاون وفي ضيافة حكومة خادم الحرمين حفظه الله مشكورةً،  هي أهم منعطف لإنهاء حرب استنزاف دامت لأكثر من سبع سنوات حصدت فيها الأرواح والأموال وزادت مساحة المجاعة بين مختلف أطياف الشعب، الذي لا ناقة له فيها ولا جمل، حرب مفتعلة بين طغمة فاسدة ليس لها ولاءات سوا لأرصدتها البنكية. 

وقد جاءت نتائج مؤتمر المشورات اليمنية اليمنية المرضية كما يبدو لجميع الحاضرين فاقت التوقعات، كان من أهمها حل قضية الاختلاف بين قياديّ المليشيات والألوية وضم طموحاتهم تحت سقف واحد وبكل دهاء منقطع النظير، وبالتالي توحيد كل الطاقات المستنفذة في الميدان لتوجه صوب العدو الجاثم على المنطقة، والفرصة لازالت أمام هذا الخائن لوطنه ولشعبه أن يفتح باب حوار السلام وقطع أيادي إيران العدو الأساسي.

وأهم ماجاء أيضا في نتائج المشاورات والتي اظهروا فيها المشاركون مدى الحكمة والتنازل عن الأطماع الشخصية التي كانت شاخصة في المشهد الميداني، عكر بها صفو التوافق الاجتماعي والاقتصادي، هو انشاء هيئة متخصصة لمكافحة الفساد وارساء مبدأ الشفافية. وبالتالي نجد أن اليمن متجه نحو الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي لينعم شعبه في ظل حماية ذاتية وحماية خليجية كريمة لا يمكن نكرانها، وعلى رأس هذا المجلس المملكة العربية السعودية، التي ترى في اليمن العمق الأمني والاجتماعي والاقتصادي.

والجدير بالذكر أن هناك بوادر قد ترضخ لها مليشيا الحوثي لما رأتها في نتائج هذه المشاورات اليمنية اليمنية والتي توحد القوة المشتتة في الميدان، ولهذا جاءت في احد بنود هذا التشاور انشاء مجلس خاص بالتفاوض مع مليشيا الحوثي، وهذا الخيار قد يعطي نتائج ايجابية، ولا سيما أن ميزان القوى تُرجِّح كفة الجيش الوطني اليمني خلاف السابق، وترى أنه من العبث في الاستمرار في تمردها وإلّا أصبحت أثرًا بعد عين. 
 
واللافت في هذه المشاورات حجم الإنفاق الذي تحملته السعودية والإمارات رأسي الحربة في مجلس التعاون الخليجي لانعاش ورأب الاقتصاد المتردي في اليمن، يُعد ذلك مكرمة حقيقية تُظهر مدى تعاطفهما نحو اليمن وشعبه بعكس جمهورية إيران التي تسعى دائمًا وأبدًا نشر الفوضى في الأمن العربي، وكأنها تعاقدت مع الصهيونية العالمية في نشر الفوضى لتحريك بركها الاقتصادية والتي لا تنتعش في الأساس إلّا باشعال فتيل الحروب دون مراعاة للحقوق الإنسانية.

والتحدي الحقيقي لهذه النتائج لتطبيقها على أرض الواقع هو مدى التزام أعضاء مجلس قيادة الرئاسة بمخرجات هذه المشاورات التوافقية، والنأي عن أطماعهم الشخصية التي لا تفيدهم ولا تفيد اليمن على المدى القادم، فإننا نأمل أن نرى فيهم قول سيد الأنام صلوات الله عليه وعلى آله الاطهار، الإيمان يمان والحكمة يمانية، ونأمل في انجاح تلك الجهود المبذولة من قبل السعودية تتحقق.