|

نحن نساوي قيمة نوايانا

الكاتب : الحدث 2022-04-11 01:16:14

بقلم  ـ  حسن الصعيبي

‏يقول محمد صادق المنفلوطي إن الله لا يعامل إلا بالنية ولا يكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية ولذلك نحن نساوي بالضبط ‏قيمة   نوايانا ‏فإن كانت النوايا عالية وجميلة و مليئة بالحب والسلام فثق بأن قيمتك ستكون عالية ‏وأن الأمر سيثمر في واقعك بهجة وفرح وبركة وإن كان مجموع نوايانا منخفضًا و مليئًا بالشر والحسد والحقد والتعصب والانقلاب والتكبر كان ذلك يساوي أيضا ‏قيمتنا  
كلنا عقدنا النية على صوم شهر رمضان صوما حسيًا عن المأكل والمشرب  وجميع الملذات التي أحلها الله لنا  وكان واجبا علينا صيام جميع الجوارح  التي يحتمل أن يحدث منها إثمًا مثل اللسان والأذن والفم 
نتوقف قليلًا مع أنفسنا ونتفحص أحوالنا  ونتفكر ونقول هل نحن على وعي كافي بنوايانا  
إن قيمتك ستكون عالية والتوفيق حليفك اذا صلحت نيتك وحسنت سريرتك  
مهما يكن عملك وليست النية سليمة نقية  فلن يكون عمل ذا ثمرة  لابد للمسلم أن يمعن النظر في الأعمال ويربطها بالنية الصادقة
يقول الله تعالى  (وأسروا قولكم أَوِ اجْهَرُوا به إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
المشركون يتواصون أن  يسروا كلامهم  للنيل من النبي صل الله عليه وسلم 
يعني أن اخفيتم كلامكم في محمد صلى الله عليه وسلم  أو جهرتم به  فالله أعلم بما يخفى  لأنه هو خلق السر  يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 
ويبين لنا الحبيب صلى الله عليه فيقول (إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ)   
النفقة واجبة على العائل في أهل بيته ولكن بنية الاحتساب أصبحت صدقة تؤجر عليها في موازين الحسنات يوم تنصب الموازين 
احسنوا نواياكم  في كل تعاملاتكم وأبشروا  بالخير  إن الله ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم  ، الأموال والوجوه  ليست محل النظر والقياس في العبادة .

يقول الدكتور  مصطفى محمود 
مفتاح لغز القضاء والقدر: على العبد النية وعلى الله التمكين ،إن خيراً بخير وإن شراً بشر.

اللهم أحسن نياتنا في الأمور كلها.