|
الكاتب : الحدث 2022-05-05 11:34:11

 

‏الكاتب / لافي هليل الرويلي 

‏يتبادر للذهن ذاك المؤمن الكيس الفطن الذي قرأ سوء التعاملات من أخيه ، و تنبأ بمقتله قبل قتله ، نعم عرف السيناريو قبل بداية المعركة الداخلية في سويداء قلب قابيل ، وعرف المؤمن الصالح أن الشيطان لن يدع للصلح مكان ، فقال كلمة الفصل ، كلمة ستبقى في التاريخ ، إنما يتقبل الله من المتقين ، وهذا استعطاف منه لغضب أخيه عليه بلا جناية و لا ذنب ، فالذي قبل و رضي بالقربان هو صاحب الأمر ولا علاقة لي بهذا ، ولكن فطنة الرجل الصالح لايستهان بها ، وهذا بيت القصيد ؟
‏لماذا ننكر على بعضنا غريزة الفطنة و الدهاء !؟ لعلهم كثير .
‏ألا يوجد بيننا من يعرف الحبكة الأخيرة للأحجية قبل حلها ، قبل الدخول في معمعة الشرك و حبائل الغادرين و الأعداء ، لقد نصر الله نبيه في معركة بدر بخطة فارس محنك وداهية عبقري ، أشار عليه بطمر آبار بدر إلا الذي بحوزتهم .
‏وفي تاريخ اليمن القديم وقعت كارثة سد مأرب بتهاون من أهل اليمن ، ولاحظها رجل فطن أنقذ حلاله و باع متاعه ، الكيس الفطن هو من يعرف صغائر الأمور التي تؤدي إلى عظائم المصائب كالشرر إذا وجد مايغذيه ليصبح ناراً تلظى ، فليس كل شرر إلى نار محرقة ، انهزم جيش قريش مذعورين في (غزوة أحد ) ففطن فارس مغوار إلى ثغرة بسيطة في معسكر الرماة الذين وصاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم النزول ، فمال عليهم ميلةً واحدة راح ضحيتها فوارس من أجلاء الصحابة ، الفطنة ترد الروح العلية و تسقي الروح العطشانة ، الكياسة فن لايجيده الغاضبون ، علم رجل محنك بمقتله بين جند الروم فقال مكيدةً إنطوت على الروم ونجا بجلده ، لعمرو بن العاص مقالات تنم عن فطنة للمعشر و استخدام للجودة بأبهى صورها  " والله لا أملّ دابتي ما حملتني ، ولا ثوبي ما وسعني، ولا زوجتي ما أحسنت عشرتي، إن الملال من سيء الأخلاق” هل نسينا أن الترف و الغنى أغلق عيوننا عن جمال نسائنا و سلامة مركباتنا و أن المخبر هو الأصل لا الملبس !؟ لاتغرنكم قوة الجيوش و كثرة المصانع فإنها لم تنفع عاداً ولاثمود و لاتغرنكم زينة الحياة الدنيا فإنها لم تنفع قارون ولا هامان . فالأرض لله يورثها من يشاء ، وربما نعيم أدى إلى هلاك . وفقر أدى إلى توبة و رجوع الى الله ، وكما قال أهل الأمثال : العافية بأطراف الجوع فقد رحل رمضان و أقبل الشبع فلا تسرف بالأكل ياصديقي .

‏من العايدين