بين اللين والقسوة
مشاعر مختلطة ،أو ربما مفقودة في زحمة الأيام ،وحتى هنا تتغلغل الحيرة.هل أصبح صعباً على المرء أن يحدد بماذا يشعر؟أو كيف يتعامل مع الموقف الذي هو بصدده.
ضغوط الحياة وقسوتها تُسقي بذرة السوء الذي بداخلنا. ولكن ماذنب المحيط الذي نعيش به لنسقيه السوء .نفس عميق .شهيق وزفير، يغيران مجرى الأحداث والأيام.إبتسامةٌ ورضا يجددان ويضيئان الدرب اللين ،ليمضي ويسيطر على المستقبل.
فيما مضى من الوقت كانت التربية قاسية نوعًا ما ،فتجد الوالدين يقسو ويحرم وربما يصل الأمر إلى العنف الجسدي أو اللفظي.
ولكن الحقيقة والسر المكنون داخل القلب شيء آخر تمامًا ،ما إن ينتهي هذا الصراع بين الأب وابنه تجد الأب حزينا مكسورًا على ما فعل لأن بذرة الأبوة والحنان بداخله يرفض هذا الفعل ولكن عقله وإدراكه بإن هذا الأمر هو في مصلحته مستقبلًا،والتردد في الذهاب إلى ابنه المخطئ يريح قلبه لأنه متيقن بأنه مايزال يحبه.
والأحداث التي تتوالى بعد هذا المشهد يجعل الإبن مدركًا لما فعله والده.
ولم لا يفعل؟؟ فهو علمه وأحسن في تربيته ونصحه ،ولكن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأبناء يفقدون أو ينسون لفترة من الزمان تربية والديهم ،ولكن سرعان ما تصحو البذرة الطيبة التي زرعت فيهم.
ويتبادلون الإعتذار وتعود الحياة المستقرة الهادئة.
ولكن حين لا يصل حب الأبوين إلى الأبناء وتميل كفة القسوة هنا، يرحل الأبناء ليس بأجسدهم أنما بعقولهم ويجاهدون يمنة ويسرة ليبحثوا عن الحب والأمان الذي فقدوه وهنا تبدأ قصة قسوة جديدة مع المحيط الذي يسكنه ومع فلذة كبده أيضًا،لا يدرك الخطأ الذي يمارسه أو يرى فعلته هذه صحيحة ويجب على من حوله أن يعيش ما عاش .لنكن كالمرآة لبعضنا لا نظهر لبعضنا سوى اللين ،وعاجلًا أم آجلًا ستتحرك بذرة الإنسانية التي بداخل كل قاسي صعب المراس وتزول الغشاوة من عينيه ويعود بصيراً.
رفقاً بقلوب القساة، لم يصبحوا كذلك إلا من شدة ما عاشوه.
خلود هارون
@khlood2025