|
الكاتب : الحدث 2022-09-18 05:58:40

لم أتخيل يومًا سيأتي بدونك ولم أتوقع أن عمري سيخلو من أنفاسك ولم يدر بخلدي أن هذا الطود الذي يسندني سيتركني ويرحل ، نعم رحل والدي في مثل هذا اليوم منذ أربعٍ مضت ويال قسوة الفراق وعظيم الشوق.. بحثت عنه بعد الفاجعة في ملامح شيخٍ  أعيته الحياة وبين حروف صحف ورقية كان يتلذذ قراءتها .. وفي حديث عابرٍ تهديه الحياة لفتاة تنعم بلذة رؤية والدها 
لا تقولوا يارفاق أن شعور الفقد يختلف باختلاف الزمن فوالله ماكبرت عمرًا إلا وكبرت حاجتي لوالدي ورأيت في وجيه العابرين طيفًا من ذكراه . يخالجني شعور الغبطة حينما أرى فتاة يزهر عمرها بضحكات أبيها . وتخيفني شمس المغيب حينما تموت انتحارًا على لحظة الشفق 
علمتني الشمس إنها نهاية بداية وبداية نهاية لكن الموت هو ختام قصة وبداية غصة واجتراع مرارة .
اليوم اطوي في قلبي ذكرى أربع موجعات نازفات حُمِلَتْ
بالرضا والاستسلام والكثير الكثير من الشوق الذي لايطفئ
جذوته صورة أو ذكرى . 
دعوت الله مرارًا أن التقيه  حُلمًا لأراه لأرتمي في حضنه لأخبره أني افتقدت وقوفه أمام  المنزل ينتظرني  حينما آتي من سفر .. فقدت مجلسه وعكازه . فقدت رائحة كأس النسكافيه الذي يتفنن بصنعه . فقدت بدايات الفجر وهو مستيقظ ينتظر أن انتهي ليوصلني لمدرستي .
فقدت حديثه واتصاله وإطلالته البهية في العيد فقدت زيارته وحتى صوت التلفاز وبرامجه المفضلة كلها تشعرني بالحنين حتى حروفي منذ أن غاب وهي في مأتم وبكاء،
حتى شعوري وضعفي وقوتي أمور طالها أثر الرحيل ،
الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو حبي لأبي فكلما أشرقت شمس يومٍ جديد أشرق حبه بداخلي مرارًا وتكرارًا وسيبقى يشرق حتى تعلن روحي الوداع الأخير. 

 رحمك الله يامن أعيتني الحياة من بعدك . 
                      عبير ظافر الشهري/ جدة