|

المُغرر بِهم وبِهن ..!

الكاتب : الحدث 2022-09-18 06:00:36

د/ سلمان الغريبي


شردوا فتشردوا وتسكعوا وتسولوا من أجل حرية مُزيفة بها عليهم وعليهن كذبوا واغووهم وهم بلا عقل صدقوهم وخارج الوطن أبعدوهم .. ثم بعد أن وقف المد المالي عليهم ممن أغووهم ندموا وتمنوا الموت لما وصلوا له ... وهاهم اليوم يدفعون الثمن غالياً من أمنهم وأمانهم الذي كانوا يعيشون فيه قبل تشردهم وإهدار كرامتهم التي اهدروها بسبب ماصنعوا ...!
فأصبحوا خارج وطنهم علامات فارقة في تشريد وحرمان وإدمان وأمراض وإهانة والعيش بجوار صناديق النفايات ولا يجدون قوت يومهم ...!
فمالذي دفعهم لكل هذا ...؟!
الحرية المُزيفة التي كان يروج لها بعض من أعداء الملة والدين والذين وللأسف الشديد يعيشون بيننا فيروجون لها ولا يتبعونها لأنهم يعرفون عواقبها ويدفعون لها شباب وبنات الوطن الذين تفكيرهم محدود ومن أبسط مشكلة تواجههم تمسكوا بهذه الحرية المزيفة وخرجوا خارج أوطانهم وبدؤوا يصنعون من أنفسهم ما يسمى بالمعارضين وهم أغبياء مُغررٌ بهم ووالله لايقدمون ولا يؤخرون ولا أحد من تفاهتهم يصدقهم .. فأي معارضة عنها يتكلمون وهم للأسف مُشردون بعد أن قطع عنهم من غرر بهم الإمداد وتورطوا وندموا حيث لا ينفع الندم بعد أن خسروا دينهم ووطنهم وكرامتهم ...!
فهم خسروا .. والوطن كما هو عالي فوق هام السحب ولم يحركوا فيه ذرة واحدةً من ترابه ...
هم خسروا .. والوطن يعلو ويعلو نحو التقدم والرقي بخطى ثابته في طريق مستقيم طريق الحق والعدل والصواب والتطور والنماء ...
هُم خسروا ... والوطن يعلو ولا يُعلى عليه مهما صنعوا وكذبوا وتقمصوا مشاهد كاذبة لاصلة للوطن بها لا من قريب أو من بعيد ...
هم خسروا ... ولا عزاء لهم والدين والوطن وولاة الأمر ثوابت راسخة في الأرض كجبل طويق لا مزايدة عليها مهما صنعوا وكذبوا وزوروا ...
هم خسروا ... ونحن ولله الحمد فائزون برضى الرحمن وكرمه علينا بأمننا وأماننا وإستقرارنا ورغد عيشنا فوق أرضنا وتحت سمائنا ولا مِنةَ لأحدٍ علينا ...
هم خسروا وليتهم ما تمادوا وضيعوا أنفسهم واهانوها واتبعوا خطوات الشيطان من الإنس والجان وسقطوا سقوطاً مُدوياً في حُفرةٍ مُظلمةٍ لاقرار لها الساقط فيها مفقود والخارج منها مولود ...
هم خسروا .. ولكن ما زال طريق العودة ممدود لهم بوجود ولاة أمر طيبون ويتمنون العودة للجميع لاخوف منهم ولكن رأفة بهم وبالحال الذي وصلوا إليه من تشريد ومرض وإهانة وحرمان بسبب طيش شباب وحرية مزيفة وفئة ضالة تعيش بيننا خططت لهم وأغوتهم لتدميرهم وضياعهم ...
 فأحذروا .. أحبتي أيها الآباء والأمهات وحذروا أبنائكم وبناتكم من هؤلاء الحثالة الفاسدون واحرصوا على أبنائكم وبناتكم تابعوهم وجالسوهم واعرفوا مشاكلهم عن كثب وساعدوهم في حلها وأعيدوا جو الأسرة كما كان عليه واجعلوه إضافة مميزة بينكم في تجمعكم ومناقشاتكم وتقاربكم وتناول وجباتكم اليومية الرئسية مع بعضكم البعض على مائدة واحدةٍ وتحت سقف واحد وحثوهم على أداء واجباتهم الدينية والأسرية والإجتماعية بكل صدق وأمانة وإخلاص ... 
فها نحن اليوم نرى هؤلاء المُغرر بهم الواحد تلو الآخر يظهرون علينا في فديوهات مصورة نادمون ويتوسلون بعد أن غدر بهم الزمن و من غرر بهم وقطعوا عنهم الإمداد من المال والدعم اللوجستي بعد ان ضمنوا إدمانهم وتشريدهم ولا رجعة لهم .

نعم احبتي رأيتهم بأم عيني في أحدى زياراتي للندن وهم يتسكعون في شوارعها ويتسولون ويطلبون المال من هذا وذاك وعلى قول القائل "من إللي يسوى ومن إللي ما يسوى "فقد كنت زمان أقول اتركوهم لابارك الله فيهم فهذا ماجنته أيديهم .. ولكن حقيقة عندما رأيتهم عياناً بياناً بتلك الصور المُزرية والضعف والهوان حزنت عليهم وتأثرت كثيراً بما وصلوا إليه فدعوت على من غرر بهم بأن الله يسلط عليه سهام الليل ويرد كيده في نحرة ويجعل المصائب تهل عليه من كل حدب وصوب ويبتليه في عمره ويشتته هو وأقرب الناس له كما تسبب وخطط لضياع وتشريد شباب وبنات من وطنهم في عُمر الورد ...!

فاللهم إحفظ لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا ووطنا الذي فيه أمننا وأماننا وولاة أمرنا الأوفياء الطيبون الصادقون ...
واهدي لنا يا الله شبابنا وبناتنا لكل خير واعصمهم من وساوس الشيطان من الإنس والجان واحفظهم وارعاهم و احرسهم بعينك التي لاتنام، إنك ولي ذلك والقادر عليه .