|

الحب الذي كان

2018-05-09 01:43:19

لم يكن يشغل تفكيرها.. فهى تراه شخصًا غريبًا.. فدائمًا عيناه تعاتب عينيها ونظره كان يركد على غمازتها.. ذات العينين العسليتين.. ليتعثر بابتسامة.. يعلم أن لا مهرب ولا منجى منها.. قد يكون الهبل وتصرفها كطفلة يزيد شوقه بها..يعشق براءتها وتصرفاتها المجنونة، قد يحتاج صديقًا.. أو غريبًا فى قطار ليطلعه ببراكين قلبه العاشق.. يحكى له على القلوب الطيبة التى تعشق بصدق..يرى العشاق يتبادلون الهدايا لحبيباتهم.. ولكنه اشترى هدية لحبيبته.. وتركها فى دولاب خشبى..إلى أن يحن اللقاء الثانى معها.. فهى لا تزال تركد فى قلبه وجسده بسلام.. فلولا الحب لبارت القلوب.. فى هذا اليوم البعيد.. كنت على يقين أنه لا صداقة بينى وبينها، فالمشاعر لا تتبدل.. نحن الراحلون إلى ديارنا، وأيامنا كنا صغارًا.. لم ندرك مرارة الأيام، وقسوة الزمن.. جعلنا لبعض الأماكن ذكريات، وبعض اللحظات حياة.. وذهبنا.تعلقنا بعصفور حزين.. وتعلمنا الأسى.. واختصرنا العمر فى لحظة.. وبعد سنوات عديدة.. اكتمل نضوجنا وعرفنا أكثر مما يجب.. أصبحت كل الأثمان رخيصة.. كل المعانى رديئة.. داخل هذا الدولاب الخشبى بالغرفة المنسية داخل البيت.. دليل العودة.. ألبوم صور بداخله الشوارع والطرقات القديمة..وجوه الأصدقاء.. مكاننا الأول.. رسائل لميعاد زائف.عبرت الثلاثين.. مللت الشتاء دون صوت فيروز.. سوف أحبك مجددًا فى الخمسين.. سوف أحب أحفادك..وأحكى لهم أن الحب نعمة لا تزول فى القلوب الصادقة.فلا تصدقى حين أقول لكِ إنى نسيت.. حين أقول لكى انتهينا.. ما كان بيننا، لا يثير أى قلق ما زال هناك موجود، فى زوايا هذا المكان البعيد