|

٠٠ نفس العدالة وإن اختلف القاضي ٠٠

الكاتب : الحدث 2023-02-01 10:01:29

 

ذات يوم  قرأت قصة طريفة عن إثنان من القطط اختلفا على قسمة الجبنة التي يريدان أكلها فما كان منهما إلاّ أن ذهبا للثعلب لكي يعدل بينهما وحكيا له حكايتهما واختلافهما على طريقة القسمة ٠٠٠

الثعلب صاحب مكر ودهاء أخذ منهما الجبنة وقسمها نصفين نصف كبير ونصف صغير فقالا القطان هذه قسمة غير عادلة كيف ياخذ قط نصف كبير والقط الآخر يأخذ 
نصف صغير 

قال لهما مهلا وبدأ يأكل من كل 
 نصف حتى لم يتبقى من الجبنة إلاّ جزء صغير جداً فقال هذا أجرني مقابل قسمتي بينكما ٠٠٠

هذي القصة طريفة ومسلية لنا عندما كنا في سن الطفولة ولم ندرك عن ما يؤول إليه الوضع عند اختلاف القسمة بالعدل بين البشر خصوصًا إذا كان القاضي عدالته كعدالة الثعلب وهذا ما رأيناه عند كل قضية تتدخل فيها الأمم المتحدة ٠٠٠

الأمم المتحدة قاضي أكثر دهاء وأكثر رواغاناً من الثعلب فسبعة عقود لم تشفع للقضية الفلسطينية وما يقارب الثلاثة عقود لم تشفع أيضًا للقضية الأفغانية ناهيك عن قضية بورما مرورا بالشعب الليبي والسوري
 وصولاً إلى العراق واليمن 
والسودان ولبنان  ٠٠٠

الأمم المتحدة تُعيّن وسيطاً بين الاقطاب المختلفة على المصالح المشتركة بينهم وتبدأ تأكل من كل مصلحة قطعة صغيرة وتستمر في الأكل حتى لم يتبقى سوى قطعة صغيرة فتبتلعها دفعة واحدة
وتترك للاقطاب المختلفة أو المتنازعة الصحن فارغاً ٠٠٠

فهل حان الوقت ليفيق جميع المتناحرون حول العالم ويتقاسموا مصالحهم فيما بينهم بطريقتهم الخاصة أو يستمر قاضي الأمم في نهج عدالته تجاهم 
حتى يفنون عن آخرهم  ٠

      ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠