|

الترف والتعليم

2018-04-29 01:49:23

انتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة إحتفال أولياء الأمور في المدارس بأبنائهم حتى أصبحت هذه الظاهرة مكلفة ومقلقة وذات طابع غير انساني لو نظرنا الى قيمة الهدايا من الذهب والمجوهرات والجوالات ، وغيرها من الهدايا الثمينة لوجدنا ما يحز في النفس ….. و يجعل من الأيتام ومحدودي الدخل محل إحراج أمام طلاب وطالبات المدارس …..انتشرت هذه الظاهرة للأسف داخل المجتمع التعليمي في فئة مدارس البنات وأصبحت ظاهرة غير حميدة توحي بالكثير من التراجع الفكري و المباهاة والتبذير الذي يتوجب على قيادات المدارس التصدي لها بكل بسالة ولا اعفى قيادات التعليم من ذلك ككل …..ان المدارس يوجد بها فئات كثيرة منها الغني ومنها الفقير المعدم الذي يجب ان يراعى فيه هذا الأمر ……بكل أمانة عندما سمعت وشاهدت هذه الظاهرة انتابني الكثير من الأسى على ما آل له حال التعليم من الخروج عن مساره التعليمي حتى أصبحنا نخشى على مستقبل أبنائنا من توطيد الغرور في نفوسهم وترك الهدف المنشود من العلم والتعلم الى الانجراف خلف المباهاة …ولكن ما شدني فعلا فيه هذا الأمر هو وقوف قائدة مدرسة أم الحجل للبنات في وجه هذه الظاهرة الذي سعين لها أمهات الطالبات بتكريم بناتهن في قاعة المدرسة أمام المتعففات من الفقيرات و أصحاب الدخل المحدود حيث وقفت هذه المعلمة الفاضلة ضد ظاهرة المباهاة أمام الطالبات وأمام التعالي لتقول لهن الى هنا يجب أن نقف فهنا الجميع في صف واحد وهن بناتي جميعا ولن أسمح بالتميز بينهن فمن ارادت من أمهات الطالبات تكريم بناتها فعليها بعمل ذلك في منزلها هنا في ساحة المدرسة الاحتفال موحد والتكريم شامل ولا يوجد تميز بين الطالبات …..فكمثل هذه المعلمة الفاضلة وزميلاتها المعلمات يجب أن تعج مدارسنا بهن ولا نسمح بالتفريق والفرقة والغرور في ساحة تعليمية خصصت لتكون منبر للعلم والمساواة ….يجب أن نعي جيدا أن ساحات التعليم هي مقر للعلم والأخلاق الفاضلة ومنشأ للفضيلة والتعاون وليس موضع للبذخ والتعالي .

اذا سمحنا بهذه الظاهرة لتنتشر في ساحات العلم فإنها سوف تتطور الى اكبر مما هي عليه الأن ف على إدارات التعليم وتسبقها الوزارة التصدي لهذا الأمر قبل استفحاله .

🔊