|

الإدارة بفن

2017-12-04 04:26:58

العمل مركب لا يمكن أن يبلغ وجهته دون طاقمه ……

الا أن الحقيقية تدور حول نفسها لتخلق طيف المرؤوس ،وفي أخرى تدور حول شمس المسؤولية لتصنع طيف الرئيس الذي بدوره يصنع إطار الإدارة، يجمع طاقاتهم ليشع إنتاجية نحو هدف ترسمه منظومة العمل. 

جدوى العمل تحددها جودة المنتج،متى ما ارتقى الهدف مؤكد أن تلك الطاقة لن تنحى عن ذلك الرُقي ،إذا لم تبلغه ظل عنوانها الرقي وإن توقف أو استُوقف عند نقطه معينه .

العمل بروح الفريق يعني تظافر الجهود بالشكل المثالي للخروج بعمل متقن ذا جودة عالية ،كما أن تسلق أخطاء الأخرين للظهور بمظهر الحرص والمتابعة ضعف يفسر قلة الحيلة وضعف الإمكانات، ويخلق فجوة تتسرب من خلالها الطاقات والكفاءات . 

يوماً ما قد تقودك الأقدار للعمل تحت إدارة من لا يؤمن بروح الفريق ،متسلط لديه الكثير من العقد، يخال نفسه يقود عربة تجرها عدد من الأحصنة، يتعامل مع من هم دونه بمبدأ اضربهم بسوط النظام ليقطعوا مسافة أكبر، يتجه على الدوام لتغليظ العقوبة بعيداً عن التدرج ،وبذلك يقتل الطموح ويعزز من حالة اللا مسؤولية ،كون هدف الموظف بارتقاء السلم الوظيفي عُطل وضرب في مقتل فلم يعد هناك ما يخشاه حقيقةً ،تتهادى أفكار التطوير لتتبعثر ،وتتقوض أركان العمل، وقد ينهار ويسقط ، لا تخنع ، لأن ذلك مدعاة للظلم والتعسف، اعرف حقوقك قبل واجباتك، وتعلم كيف تطالب بها بلباقة دون أن تقترف الخطأ ،لا تقبل المساومة على امتيازات كفلها لك النظام، لا ضير في أن تظهر جهدك وتبرزه وإن اضطررت لتجاوز مديرك لمن يعلوه مسؤولية ، كل خطوة جديدة تقدم أو تجبر عليها، اصنع منها تحدي عليك تجاوزه بتميز ،وليكن نتاج عملك خير من يعبر عن شخصيتك ،متى ما صنعت من توقيعك علامة فارقة دون أن تحتاج إلى ذكر اسمك ،اعلم بأنك نجحت نجاح باهر .

لكل من تولى زمام إدارة المهنة دورك أكبر من أن تقتصره على التقيد بساعات العمل (حضور وإنصراف) ،لابد من مد جسور الثقة والإحترام والتقدير بينك وفريقك ،فن الإدارة يقتضي حُسن توظيف فريقك بتبني أفكارهم وإطلاق طاقاتهم وإحتواء أزماتهم وتجاوز أخطائهم متى ماكانت عفوية ،ومكافئة تميزهم .

قد لا تستطيع أداء أدوارهم بنفسك، لذا أنت بحاجة ماسة إلى إدارة فنونهم إذا ما اعتبرت نفسك مايسترو يقف أمام فرقة تتنوع فيها الآلات وتتفاوت فيها الإمكانيات ومع ذلك عليك صنع لحن بديع .

(( الإدارة معنى لا يقتصر على جانب المهنة فقط وإنما لا يخلو منه جانب من جوانب حياتنا، تتباين أدوارنا فيه بحجم مسؤولياتنا التي ندركها بوعينا و نهملها لجهلنا ))

*همسة

لا جدوى لعلم يبقى حبيس فكر صاحبه دون تأثير يصنعه ،ولا أثر يصنعه علم طالما لم يمتزج مع جميل الخُلق.