بقلم ـ خليل القريبي 
مستشار إعلامي

يمثل مشروع القطار السريع بين المملكة وقطر خطوة استراتيجية يرسخ مفهوم الاتصال الجيو-اقتصادي في الخليج، كون المشروع يشكل قوة تنموية حديثة تعتمد على نقل ذكي يربط مطار الملك سلمان الدولي بمطار حمد الدولي عبر شبكة تمتد 785 كلم، وتضم 5 محطات ركاب، وتعمل بسرعة تتجاوز 300 كلم في الساعة، مع تشغيل رحلة كل ساعتين، هذه المواصفات تمنح المنطقة نموذجًا متطورًا للتنقل عالي الكفاءة وترفع مستوى الجاذبية الاستثمارية والسياحية.

التقديرات تشير إلى مساهمة اقتصادية تتجاوز 115 مليار ريال في اقتصاد البلدين الشقيقين، إضافة إلى خلق أكثر من 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ويتوقع أن يستفيد من الخط أكثر من 10 ملايين راكب سنويًا، ما يعزز الحركة السياحية ويزيد انتقال رجال الأعمال والطلاب والزوار في مسار واحد يعتمد على سرعة أكبر وجودة أعلى. التنسيق بين الرياض والدوحة يمنح الخليج نموذجًا معاصرًا لتكامل يربط الموانئ والمطارات والمدن الحيوية بخط استراتيجي يختصر الزمن ويقرب المجتمعات ويرفع مستوى جودة الحياة.

أثر المشروع يمتد إلى قطاع اللوجستيات، حيث يمنح الشركات الخليجية مسارًا سريعًا للنقل يرفع التنافسية ويسرِّع سلاسل التوريد، ويقدم بنية تحتية قادرة على استيعاب النمو الاقتصادي وتوسُّع الأسواق الإقليمية، ويمثل رؤية مستقبلية تنقل مشهد التعاون الخليجي نحو مرحلة جديدة عبر مشروع واحد يجمع بين التقنية، والتنمية، والاتصال الإقليمي في إطار يشجع الازدهار المشترك.