|

قرار يغير حياتي في 2026

الكاتب : الحدث 2025-12-26 05:14:59

 بقلم الكاتبة ـ شفاء الوهاس
 

قررتُ أن لا أتعامل مع الجميع (بجدعنة) وطيبة؛ لأن البعض لايستحق ولايقدّر ولايشكر ..
في مرحلةٍ ما من حياتي، كنت أظن أن (الجَدعَنة) والطيبة مع الجميع هي الطريق الصحيح لكسب القلوب وبناء العلاقات. كنتُ أقدّم المساعدة قبل أن تُطلَب مني، وأضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتي، وأتنازل عن حقوقي حتى لا يتضايق أحد. كنت أعتقد أن هذا ما يجعلني إنسانًا جيدًا. لكن مع الوقت، اكتشفتُ أن الطيبة دون حدود تتحول إلى استغلال، وأن (الجَدعَنة) إذا لم تُوجَّه بحكمة تصبح عبئًا على صاحبها وليست شرفًا له

تغيَّرت نظرتي عندما أدركتُ أن الناس ليسوا جميعهم سواء. هناك من يقدّر المعروف، وهناك من يراه حقًا مكتسبًا. هناك من يشكرك على دعمك، وهناك مَنْ يطالب بالمزيد وكأنك مُلزَم. هذا الإدراك لم يكن سهلاً؛ لأن أصعب معركة يخوضها الإنسان هي مع نفسه، عندما يضطر إلى تغيير ما اعتاد عليه من صفات. لكن أي تغيير حقيقي يبدأ بقرار، وقراري كان واضحًا: لن أتعامل مع كل الناس( بجدعنة ) وطيبة، لم يكن القرار تخليًا عن إنسانيتي، بل احترامًا لها. لم يكن قسوة، بل حماية. فقد تعلمت أن أوازن، أن أختار مَنْ يستحق جهدي، و مَنْ يستحق فقط الاحترام المتبادل دون منحٍ لا يقابله تقدير. تعلمت أن أقول “لا” دون شعور بالذنب، وأن أضع حدودًا دون خوف من خسارة أحد. فالشخص الذي يرحل لأنك لم تعد تخدمه ليس خسارة، بل درسًا …
اليوم، أتعاملُ بطيبة مع مَنْ يستحق، وبحدود مع مَنْ لا يعرف معنى المعروف. أساعد مَنْ يريد أن يقف، لا مَنْ يريد أن يتكئ عليّ إلى الأبد أصبحت أرى نفسي أولًا، ليس أنانيةً، بل حفاظًا على قيمة ما تبقى بداخلي من خير ..
هذا القرار غيّر حياتي، لأنه غيّر طريقة تعاملي مع نفسي قبل الآخرين. علّمني أن الطيبة ليست ضعفًا، وأن (الجَدعَنة) ليست واجبًا تجاه الجميع ، وإنما هي صفاتٌ عظيمة، لكنها تصبح أجمل حين تُوجَّه لمَنْ يقدّرها…

وفي النهاية، ما زلتُ طيبًة… لكنني لستُ ساذجًة ما زلتُ أساعد… لكنني لا أسمح باستغلالي. وما زلتُ أملك قلبًا نقيًا… لكنه ليس مفتوحًا للجميع بلا شروط. لأن الحياة ببساطة علمتني أن أكون إنسانةً ، لا محطة خدمة متاحة للجميع.