|

نجم العدايا عطية...الكرة عشقي منحتني الحب وحرمتني من طموحي الإعلامي

الكاتب : الحدث 2021-06-15 04:51:31

صبيا - سالم جيلان 

يحتفظ الرياضيون بذكرياتهم في الملاعب والميادين الرياضية ويظلون على تواصل بأقرانهم في تلك الحقبة الزمنية وكلما جمعتهم مناسبة أو صدفة استرجعوا في أحاديثهم تلك الأحداث الرياضية بحلاوتها ومرارتها لأنها أصبحت ماضٍ جميل بالنسبة لهم على اختلاف وقائعها.. برنامجنا *_"الذكريات الرياضية"_*  نستهدف من خلال حلقاته بعض هؤلاء الرياضيين لاسترجاع ذكرياتهم ونشرها في الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يستحقون الاهتمام نظير ماقدموه للرياضة دون قيدٍ أو شرط... ضيفنا اليوم أحد أبناء بلدة العدايا شرق محافظة صبيا لاعب سابق في فريق العدايا ونادي الأمجاد بصبيا ونائب لرئيس فريق العدايا حاليًا وهو *_"علي عطية"_* الأنيق في الملعب واللبق في حديثه الرياضي عن كرة القدم قبل ثلاثة عقود وأكثر من الزمان في صبيا والعدايا وعن تجربته في نادي الإتحاد ومكانة الكرة وتأثيرها على مركزه العلمي... والذكريات الرياضية فرصة لاسترجاع المزيد من الأحداث مع كل ضيف والتعرف على تفاصيل جديدة عند لقاء أي رياضي قديم وفي كل مرة يضيف لنا الرياضي الذي نستضيفه معلومات قديمة نسطرها للذكرى.... اليوم ضيفنا من أبناء بلدة العدايا غرب صبيا المحافظة وهي البلدة التي ارتبط قدامى الرياضيين فيها برياضيي صبيا الأوائل ارتباطًا وثيقًا فكان لضيفنا *علي عطية* حديث ماتع ورائع حول هذا الارتباط وحول ذكرياته الرياضية الشخصية الأخرى.... إليكم تفاصيل هذا الحوار. 

 بدايةً نرحب بالأستاذ علي عطية أحد قدامى الرياضيين في العدايا ضيفًا على برنامج الذكريات الرياضية؟ 

- مرحبًا بكم وسعيد بتواجدي معكم في برنامج الذكريات الرياضية لاستعادة واسترجاع الذكريات الرياضية مع أقراني في حقبة رياضية رائعة لسرد حكاياتها المفرحة أو الحزينة لنا كرياضيين. 

كعادتنا مع كل ضيف في الذكريات نبدأ من حيث البدايات الرياضية للضيف... كيف بدأ علي عطية حياته الرياضية؟ 

- البداية طبعًا من شارع الحارة ثم المدرسة حيث اكتشف موهبتي معلمي الأستاذ عبدالرحمن زراق أحد قدامى فريق العدايا آنذاك وكذلك اللاعب القدير والمعروف على مستوى محافظة صبيا صالح معدي والذي لعب لنادي الأمجاد بصبيا ونادي الشباب بالرياض وهو أحد معلمي مدرستي كذلك في حينها... حيث كان لهما الدور الكبير في صقل موهبتي وتشجيعي ودعمي كلاعب صغير موهوب... وأصبحت لاعب في فريق العدايا من المدرسة. 

 كيف وجد علي عطية فرصته مبكرًا في فريق العدايا المتخم بالنجوم؟ 

- كما ذكرت لك بأن الزراق والمعدي ساهما بشكل كبير في اكتشاف موهبتي ودعمي وبالتالي كوني من أبناء العدايا والزراق معلمي من أبرز لاعبي الفريق لذا قام بضمي لفريق العدايا مباشرة من المدرسة لمعرفته بإمكانياتي حيث كان يُشار لموهبتي المبكرة بالبنان منذ البدايات والحمدلله. 

  هل لعبت لفرق غير العدايا؟ 

- لعبت لعدد من الفرق وأبرزها فريق الطيور المرصع بالنجوم حينها واستطعت تحقيق لقب الهداف في إحدى البطولات التي شاركت معهم فيها كذلك لعبت لفريق الجزيرة والترجي. 

  من أبرز اللاعبين الذين عاصرتهم في الطيور وماتزال تتذكرهم؟

- العديد من الأسماء اللامعة في كرة القدم بمحافظة صبيا ومنهم أبناء البلكي بهاء الدين ومحمد والحسين وفؤاد جحينة وفاروق جحينة وعيسى خديوي وخالد زكري وعلي غليسي واللاعب الكبير يوسف عابد وإخوانه ومجموعة أخرى قد لا تحضرني أسماؤهم الآن. 

هل التحق علي عطية بنادي الأمجاد؟ وفي أي عام؟ 

- نعم التحقت بنادي الأمجاد بصبيا عام ١٤١٤هـ وشاركت مع النادي بقيادة الكابتن إبراهيم عبده ثم الكابتن الكبير أحمد باشا. 

  كيف وصلت لنادي الأمجاد؟


- كانت لدينا مباراة لفريقي العدايا أمام فريق جريبة بملعب نادي الأمجاد في إحدى البطولات التي ينظمها النادي وشاهدني المدرب التونسي للأمجاد فطلب من الأستاذ سنبل هادي استدعائي كونه أحد أبناء العدايا وأبرز الرياضيين فيها فتحدث معي المدرب وطلب مني الانضمام للنادي وشاركت في مناورة مع لاعبي النادي في ذلك الحين وأتذكر منهم وهيب يعقوب وتوفيق جابر عسيري والد اللاعب عبدالفتاح عسيري وبعد هذه المناورة اقتنع بي المدرب وأصبحت ضمن لاعبي النادي.

هل تتذكر من كان رئيس نادي الأمجاد في تلك الفترة؟

- أتوقع تقريبًا كان الأستاذ جبريل باصهي وللمعلومية استدعيت لنادي الأمجاد في فترة رئاسة الأستاذ القدير مصطفى كعري ولكن اعتذرت لتواجدي بأبها للدراسة في المعهد الصحي. 

 هل لديك تجارب في أندية رياضية أخرى داخل أو خارج منطقة جازان؟

- تلقيت عرض من أحد إداريي نادي الوديعة سابقًا فريق أبها حاليًا وذلك أثناء تواجدي بالمعهد الصحي بعسير ولكن لم ألتحق بالفريق لظروف خاصة. 

 كم من السنوات قضيتها في نادي الأمجاد؟ ومن هي أبرز الأسماء التي عاصرتها؟

- أمضيت ثلاثة مواسم رياضية مع نادي الأمجاد ومن أبرز النجوم الذين لعبت معهم الكابتن الكبير توفيق عسيري والذي أعتبره أفضل بمراحل من ابنه عبدالفتاح لاعب النصر حاليًا وكذلك لعبت مع يوسف عابد ومنصور قميري وعدد من اللاعبين حيث كان هذا الجيل هو التالي لجيل وهيب يعقوب والبلكي وسالم باصهي ورفاقهم. 

 ماهي الذكرى الأجمل في حياة علي عطية كرياضي ولاعب كرة قدم؟

- الله، الله عديدة هي الذكريات الرياضية الجميلة ولكن هناك موقف لا يمكن نسيانه بالنسبة لي حيث كنا نلعب في ملعب فريق البرازيل بصبيا وهو أحد الفرق الشهيرة وتقدمنا بهدفين لفريقي العدايا حيث أحرزت الهدف الأول وصنعت الهدف الثاني لزميلي محمد البكري وخلال مجريات الشوط الثاني تفاجأت بأحد الجماهير يتقدم إلي مُمسكًا تيشرت ويطلب توقيعي وبالفعل استجبت لرغبته وشعرت بقيمتي كلاعب وكان هذا الموقف حافزًا قويًا لي حيث لا توجد أوتوغرافات وقتها وبعد فترة وجدت ذات المشجع في صبيا فتذكرني وقال لي بالحرف الواحد مازلت مُحتفظًا بتوقيعك على التيشيرت.... فهذا الموقف الجميل في حياتي كلاعب وأعتبره الذكرى الأجمل. 

وماهي الذكرى الأسوأ في حياتك الرياضية؟

- نعم مررنا بذكريات فيها حزن وخسارة كروية ولكن بالنسبة لي الذكرى الأسوأ حدثت في إحدى بطولات نادي الأمجاد - والتي كنا نشارك فيها كل عام- حيث حصل انقسام بين عناصر فريقنا العدايا بسبب اثنين من اللاعبين وأصبحنا في حالة انقسام عجيبة قبل انطلاقة مباراة مهمة في تلك البطولة حيث كان للأستاذ سنبل رأي واضح وهو الصح لكنهما خالفاه وتخيل بأننا لعبنا المباراة بنصف الفريق بسبب هذا الانقسام لدرجة أن البعض كان يلعب وهو يبكي حسرةً على الفريق وخرجنا من البطولة وتشتت الفريق بعدها وكاد يتحطم بصورة نهائية إلا أن ظهور جيل جديد مع أحمد عبده قاسم وعبده هادي والنملة وعدد من اللاعبين معهم بعد عام كامل ساهم هذا الجيل في إعادة فريق العدايا الذي استمر جيلًا بعد جيل حتى وقتنا الحاضر.

 عند إعلان لقاء الذكريات الرياضية مع علي عطية وصلني سؤال عن موقف عصيب تعرضتم له في فريق العدايا بسبب مضاربة في مباراة... هل تتذكره؟

- نعم، نعم كانت لنا مباراة قوية في ملعب جريبة ضد فريق جريبة ويومها شارك معنا حارس نادي الأمجاد سالم باصهي والمهاجم فؤاد عبدالرحمن باصهي ضمن عناصر فريق العدايا بواسطة الكابتن إبراهيم عبده وحصل احتكاك بين سالم باصهي ومهاجم جريبة وفجأة دخل جمهور جريبة واعتدوا علينا حيث تعرض الكابتن إبراهيم عبده والأستاذ سنبل هادي لمشاكل واعتداءات خارجة عن الأخلاق الرياضية وتطورت المشاكل ووصل الموضوع لشرطة صبيا وبعدها توقفت العدايا لأكثر من خمس سنوات عن المشاركة في بطولات جريبة... هذا الموقف عصيب جدًا ولا أنساه حيث كنت أنا وعلي ناجي سرحان الأصغر سنًا بين لاعبي الفريقين ونحن في المرحلة المتوسطة دراسيًا. 


علي عطية عاصر جيلين في العدايا كلاعب وأدرك جيل كمشاهد... من هم أبرز لاعبي العدايا الذين تتذكرهم عبر هذه الأجيال؟ 

- نعم أتذكر العديد من نجوم العدايا عبر أجيال متعاقبة كرويًا ومنهم الأستاذ سنبل ومحوري وأحمد عسيري وفؤاد باصهي والمهاجم الأيسر البارع محمد البكري وعطية وحسين جمالي وأبو غزالة وقميري... هذا الجيل عاصرتهم ولعبت معهم.

 ماهي القصة الكاملة لعودة علي عطية كإداري مع فريق العدايا الحالي والذي يعتبر من أقوى فرق الأحياء بمحافظة صبيا؟

- انقطعت عن الرياضة فترة طويلة وذات يوم بالصدفة تابعت مباراة لفريق العدايا في الساحل وحقيقةً لفت نظري مستوى الفريق ككل وأدهشني الأداء وشعرت بالحنين لأيامنا الخوالي في ممارسة كرة القدم ومن هنا بدأت عودتي شيئًا فشيئًا لمتابعة ومرافقة الفريق وتفاعلت مع مشاركاتهم وبطولاتهم حتى أصبحت نائبًا لرئيس الفريق. 

 كيف ترى فريق العدايا حاليًا؟

- الفريق الآن ماشاءالله تبارك الله مرصع بالنجوم ويحظى بدعم كبير من شيخ وأعيان بلدة العدايا ويكفي أن الشيخ عبدالقادر عداوي وولده الأستاذ محسن يتصدران قائمة الداعمين للفريق خلف رئيس الفريق الأستاذ أحمد عسيري... كما يضم الفريق عناصر قوية من اللاعبين الذين يستحقون في نظري أن يكونوا في الدوري الممتاز وأبرزهم علي سنبل وشقيقيه يحيى وهادي وكذلك محسن شوقي وأحمد سلمان وماجد جعفري والمهاجم الهداف هيكل والعديد من اللاعبين المميزين لذلك وجد الفريق التفافة كبيرة من أهالي العدايا. 


 أين ترى رياضة صبيا بين الأمس واليوم؟

- صبيا وقراها ومراكزها تزخر بتاريخ رياضي حافل وخاصةً في كرة القدم وأتذكر بأنني سمعت عن فريق الكل يذكره ويردد اسمه وهو فريق *الكف الأحمر* وكذلك فريق *المصيغة* واللذين كانا يضمان نجوم كرة القدم بصبيا وأتذكر عندما كنت طفل شغوف بمتابعة فريقي العدايا أقيمت مباراة جمعت المصيغة والعدايا وانتهى الشوط الأول بنتيجة ثقيلة للمصيغة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة ولعب كرات أرضية على طريقة "التيكي تاكا" كما يسميها الرياضيون وفي الشوط الثاني استطاع نجوم العدايا تغيير طريقة لعبهم بخطة اللاعب القدير علي هادي للطريقة الإنجليزية وأحرزوا أربعة أهداف. 

ماهي أبرز الفرق التي تتذكرها بصبيا؟ 

- كما ذكرت لك سابقًا الكف الأحمر والمصيغة من أفضل الفرق في جيل الأوائل بصبيا ثم فرق الطيور والقادسية والرمثا والسعادة وكاظمة والجزيرة وغيرها. 

  كيف ترى الكرة حاليًا بصبيا؟ 

- صبيا كانت ولادة للمواهب في كرة القدم ولكن الآن ندرت المواهب الشابة في كرة القدم وأصبحت الفرق أقل واللاعبين ليس لديهم الشغف الكبير بممارسة الكرة كما كان عليه حالنا في الماضي ومن وجهة نظري لن تظهر المواهب أو تتطور الفرق وهم يذهبون للملاعب في وقتٍ متأخر ولا يهتمون بالكرة كهواية ولو تلاحظ خلال سنوات لم يبرز من نجوم صبيا الحاليين سوى عبدالفتاح عسيري ووسام وهيب ثم أحمد سلمان وهيكل ولا  أعرف حقيقةً نجوم آخرين من حسب متابعتي. 

 هل أدركت البطولات التي نظمها نادي الأمجاد بصبيا؟ وما رأيك فيها؟

- نعم أدركتها ولعبت فيها ومن خلالها استدعاني مدرب نادي الأمجاد بصبيا... هذه البطولات الرمضانية في نادي الأمجاد من أفضل وأنجح البطولات الرمضانية وأشهرها في تلك الأيام بالإضافة لبطولات ضمد الرمضانية آنذاك حيث شاركت بضمد مع فريق الترجي مع المدرب أحمد الحازمي والكابتن جلال عقيبي فقد كان لديهم فريق مختلط به عدة نجوم... وأما عن بطولة الأمجاد فهي بطولة غير عادية ورغم الأخطاء التحكيمية في مباريات البطولة لكنها تبقى الأجمل وتعتبر منتجة للنجوم وأتذكر لاعبين أمثال علي جدع وعلي طاهر من فريق الوداد بأبي القعايد ظهرا في بطولة الأمجاد وغيرهم كثير.

  العديد من ضيوف الذكريات الرياضية ذكروا لنا بأن بطولة الأمجاد كانت بالنسبة لهم كرياضيين بصبيا مثل بطولة كأس العالم... هل يتفق معهم علي عطية 

- نعم، نعم بالتأكيد بطولة رائعة بكل المقاييس وبالفعل كنا نعتبرها كأس عالم خاصة بنا كرياضيين.... كانت تشهد تنافس قوي ويشارك بها فرق عديدة وقوية ونجوم لامعين في لعبة كرة القدم. 

  هل تتوقع أن تعود بطولات نادي الأمجاد الرمضانية بصبيا؟ 

- قبل التوقع والله هي أمنية بالنسبة لي ولكل رياضي أن تعود بطولة الأمجاد بصبيا لأنها تنعش الأجواء الرياضية بصبيا خاصة ومنطقة جازان عامة... وأما التوقع فلا أعتقد أن تعود لوجود الأكاديميات وتنوعها في تنظيم البطولات وتفريخ النجوم وصقل مواهبهم في كرة القدم واعتمادها على الدعم المالي والذي يعتبر العنصر الأهم في الرياضة حاليًا بعيدًا عن الهواية وعشق كرة القدم... وهنا يجدر بي الحديث عن عزوف الفتيان والشباب عن ممارسة الرياضة وخاصةً كرة القدم ومن يمارسها لا يواظب عليها بل أنهم يحضرون للتمارين متأخرين وغير مهتمين وهذا الأمر يحتاج دراسة متأنية لمعالجة هذا الوضع. 

  علي عطية... ماذا منحتك كرة القدم؟

- ماذا أقول لك في هذا الجانب... سعيد جدًا بحب الزملاء والجمهور فمنهم من يصارحك بالود والإعجاب على نجوميتك والبعض تقرأ في عيونه الحب لذلك أرى هنا قمة الوفاء الرياضي. 

  زميلك الرياضي محمد البكري يقول ماتزال روابط الأخوة قائمة بيننا نحن قدامى الرياضيين... فما قولك أنت في هذا الجانب؟  

- صدق البكري فيما قاله فالحقيقة بأن هذا الترابط والأخوة بين قدامى الرياضيين باقية ونتواصل باستمرار في مناسبة ودون مناسبة حتى اللقاءات بالصدفة نستعيد من خلالها الذكريات الجميلة ونقف مع بعضنا البعض متى استدعى الأمر... والحمدلله فهذا كله فضل من الله أن تستمر الأخوة ويبقى الود الذي صنعته الرياضة. 

 ماذا أخذت الرياضة وكرة القدم من علي عطية؟

- سؤالك هذا على الجرح كما يقولون... نعم خسرت في المقابل أشياء بسبب شغفي وولعي بكرة القدم وممارستها ولعل أكبر خسائري في جانب التعليم فقد كان طموحي أكبر مما وصلت إليه لأنني كنت أرغب في منصب أعلى وأطمح لدراسة الإعلام فهو هوايتي منذ الصغر غير أن انشغالي بكرة القدم وتكريس كل وقتي لها وإهمال جانب التعليم العالي جعلني أتوجه للدراسة في المعهد والحمدلله توظفت وأموري طيبة إنما دون الطموح... كذلك انحرمت كبقية زملائي النجوم في كرة القدم من الاحتراف ومن الانضمام للفرق الكبيرة لأننا لم نبحث عن الفرصة والتجربة وظللنا ننتظر من يأتي لأخذنا من كشافي الأندية السعودية المعروفة وإن كنت قد حصلت على فرصتين مرة في الوديعة بأبها وأخرى في نادي الإتحاد على أيام الفترة الأولى لرئاسة الأستاذ أحمد مسعود رحمه الله لكنني لم أتعامل بجدية مع الحالتين. 


  ماذا يتمنى علي عطية لفريقه الحالي العدايا كونك نائب للرئيس وأحد الداعمين؟

- أتمنى لفريق العدايا التوفيق والنجاح دومًا وخاصةً في بطولة الرابطة والتي وصلنا فيها قبل عامين للنهائي على مستوى المملكة وخسرنا أمام فريق من الطائف بركلات الترجيح وهي خصمنا الدائم حيث يخسر فريقنا بطولات عديدة بسبب ركلات الحظ الترجيحية وبعون الله بعد عودة الفريق هذا العام لتحقيق البطولات أتمنى لهم الاستمرار في حصد الألقاب والبطولات. 

  كيف استطاع فريق العدايا تجاوز خسارة النهائيات في بطولتين رمضانية وكسبها دون اللجوء لركلات الترجيح؟

- هذا توفيق من الله قبل كل شيء وسبحان الله فنحن كطاقم إداري كنا نتحاشى كثرة التحدث مع اللاعبين في موضوع الركلات الترجيحية وذلك حرصًا عليهم من الوقوع تحت تأثير وضغط هذه التوجيهات بهذا الخصوص ولكن نؤكد باستمرار على أن يسعى الفريق للفوز قبل اللجوء للركلات الترجيحية والحمدلله تفوق العدايا ميدانيًا هذا الموسم على فريقين قويين في صبيا وبيش وهما العربي وفرنسا.

  كيف تصف مشاعركم بعد تحقيق بطولتين دون الترجيح؟

- هذا فضل من الله ثم بتكاتف الجميع وعلى رأسهم شيخ العدايا وأهلها الداعمين ومجهودات الكادر الإداري والجهاز الفني بقيادة المدرب جاكو ولاعبي الفريق الذين يلعبون بإخلاصٍ وتفانٍ فالحمدلله.

 نود أن تحدثنا عن التداخل الرياضي التاريخي بين صبيا والعدايا؟

- نحن في العدايا على المستوى الرياضي كنا نسمع عن نجوم كرة القدم بصبيا وفي أعمارنا كناشئين وقتها سمعت عن لاعب كبير في صبيا ويتردد اسمه كثيرًا وهو *الكابتن أحمد باشا* وفجأة شاهدته أمامي يتمرن بملعب العدايا وكنا صغارًا في السن يومها بينما صبيا آنذاك تعتبر قبلة الرياضيين في العدايا َوفي أرجاء المحافظة ومهد كرة القدم ومنبع للنجوم بالمنطقة كافة دون مبالغة.. طبعًا وقتها كان يرافق باشا عدد من اللاعبين أمثال كمال ظافر وسالم باصهي وفؤاد عبدالرحمن باصهي والذي أصبح فيما بعد أحد نجوم فريق العدايا ومعهم يومها وهيب يعقوب وإدريس مروعي وعدد من اللاعبين المعروفين وقتها في صبيا حيث كانوا يمثلون نادي الأمجاد ونحن نسمع عنهم فقط وكوننا ناشئين وبراعم فكان تواجدهم فخر وشرف لنا كلاعبين مبتدئين وصغار في السن... بالنسبة للارتباط بين العدايا وصبيا رياضيًا ساهم فيها ثنائي الكرة في العدايا وهما الأستاذ علي هادي شقيق الأستاذ سنبل والأستاذ عبدالرحمن زراق وذلك لتواصلهما الدائم والمستمر مع هذه الكوكبة من النجوم في صبيا وتبادل الزيارات ولعب المباريات معهم كون كرة القدم كذلك قديمة في العدايا وفريقها يشارك في صبيا وتحضر فرق للعب معه في العدايا... كذلك لا  أنسى الدور الكبير للمعلم الأستاذ صالح معدي وشقيقه عيدالواسع معدي فقد كان الكابتن صالح من أبرز نجوم كرة القدم بصبيا وهو وقتها معلم في مدرسة العدايا فتواجده وحضوره بالإضافة لشقيقه والكباتنة وهيب يعقوب وسالم باصهي وخالد طيري وبقية النجوم في ملعب العدايا يعتبر دافع لنا كلاعبين وللمعلومية.. أتذكر في مرة جاء للعدايا الرئيس الأول لنادي الأمجاد الأستاذ *عبده طاعة* وقام بالإشراف على التدريبات بنفسه لكي يختار اللاعبين المميزين لضمهم للنادي لذلك كان الارتباط الرياضي وثيق جدًا بين صبيا والعدايا. 

  هل كان وصولك لنادي الأمجاد عن طريق سنبل وإبراهيم عبده كونهما من أبناء العدايا في الأمجاد؟ 
 
- نعم كانا يعرفان موهبتي كلاعب والأستاذ سنبل تحدث معي عدة مرات للعب في الأمجاد ولم أهتم للأمر إلا عندما طلب منه المدرب التونسي استدعائي بعد مشاهدتي في المباريات الودية التي كنا نلعبها ضد لاعبي النادي ولذلك عندما طلبني مدرب النادي بالاسم ووافقت فساهم وجود الثنائي إبراهيم عبده وسنبل هادي في دعمي كوني من  أبناء العدايا. 

  هل كان لديكم كلاعبين حواري بأحياء وقرى صبيا نفور من نادي الأمجاد وعدم رغبة في الانضمام؟

- جدًا جدًا والسبب أننا كلاعبين في الحواري كنا نسمع من لاعبي صبيا نفسها كلام كثير عن المجاملات والمحسوبية وبأن نادي الأمجاد حكر للاعبين بعينهم وأي لاعب مبدع يذهب للنادي تتحطم موهبته وينتهي كرويًا لذلك نرى أن البقاء في فرق الحواري أفضل لكي تشارك وتُبدع وتستمر تلعب بعيدًا عن المجاملات. 

  وكيف وجدت الوضع داخل نادي الأمجاد بعد انضمامك في هذا الخصوص؟

- بالعكس وجدت فرصتي كاملة وشاركت واكتشفت بأن اللاعب المبدع يجد فرصته مع أي مدرب لأن المدرب نفسه يهدف للنجاح فلذلك يمنح فرصة المشاركة لأي لاعب يحتاجه وبالنسبة لي جئت للنادي بعد جيل سالم باصهي والمجموعة التي معه وهم المجموعة التي طالتهم اتهامات المحسوبية حيث كنت ضمن المجموعة التي برز فيها الكابتن توفيق جابر ويوسف عابد وشاركت ولعبت أساسي مع المدرب إبراهيم عبده وكذلك مع المدرب أحمد باشا واكتشفت أن كل ماسمعت عبارة عن زوبعة فقط وأي لاعب مبدع يفرض نفسه. 

  ماهو رأيك كلاعب سابق ورياضي بأندية منطقة جازان ووضعها الحالي؟

- كرة القدم كما ذكرت لك سابقًا في بداية اللقاء بأنها أصبحت تعتمد على المال لتوفير كافة الإمكانيات وتذليل السبل وفي جازان الأندية بلا موارد ولا دعم واللاعب الآن عندما يتجه لكرة القدم هدفه تأمين مستقبله كونها لم تعد هواية بل وظيفة وعمل في عصر الاحتراف بينما رجال المال والأعمال في جازان كافة نراهم في عزوف تام عن دعم الأندية وعدم جعلها بيئات استثمارية. 

  برأيك إلى متى يستمر هذا العزوف؟

- إلى أن يتغير الفكر والعقلية والثقافة للاتجاه إلى دعم الرياضة والاستثمار في الأندية الرياضية مثلما فعل البلوي وغيره من رجال الأعمال لأنه يُفيد ويستفيد عندما يترأس نادي ويدعمه وقد يجعل منه بيئة استثمارية بإنشاء الأكاديميات واستقطاب المدربين وإنتاج اللاعبين والاستثمار في طاقات الشباب المبدع في الرياضة عامة وكرة القدم خاصة. 

  هل تتوقع نجاح الأكاديميات الرياضية في المنطقة سواءً الحالية أو التي يمكن أن تنشأ لاحقًا؟

ستنجح متى ماوجدت الدعم من الملاك واستطاعت توفير الأدوات والمدربين وتهيئة المناخ المناسب لكي ترتاح نفسية النشء وتظهر مواهبهم داخل هذه الأكاديميات وتكون الأكاديمية وقتها قادرة على إنتاج لاعبين موهوبين وتقوم على تصديرهم للأندية بمقابل مالي يكون مصدر دخل واستثمار ناجح ولا ننسى أن الفكر لدى أولياء الأمور اختلف عن السابق حيث تجد الأب والأم يحرصان على دعم موهبة ابنهما في كرة القدم ويقدمان له كل الدعم وكذلك بقية الأسرة وهذا من أهم الأسباب التي تساهم كذلك في نجاح الأكاديميات الرياضية في تحقيق الأهداف المرجوة منها. 

 
باستمرار نسعد بكل ضيف في برنامج الذكريات الرياضية ونحرص في نهاية أي لقاء أن نترك مساحة للضيف يتحدث عما يريد في الجانب الرياضي والذكريات... فلك الحرية كابتن علي عطية لتختم هذا اللق

- سعدت جدًا بكم وباستضافتكم لي وتشرفت بزيارتك أستاذ سالم وأود أن أختم هذا اللقاء الجميل بالحديث عن قدامى الرياضيين في صبيا واللاعبين المميزين الذين لم يجدوا فرصتهم الحقيقية كونهم كانوا نجوم فوق العادة صراحةً ومنهم على سبيل المثال في مركز رأس الحربة اللاعبين جلال عقيبي وأحمد عبده قاسم ووهيب يعقوب وخالد يعقوب فهؤلاء الأربعة كمهاجمين كانوا نجوم حقيقيين واستحقوا تمثيل الأندية السعودية الكبيرة والمنتخبات لكنهم لم يجدوا الفرصة كذلك أتذكر اللاعب المهاري والذي أسميه *"الفلتة"*  وهو اللاعب خالد طيري هذا اللاعب بالذات كان يستطيع المراوغة حتى في علبة كبريت ماشاءالله تبارك الله والحقيقة هذه الأسماء وغيرها كانت تستطيع تمثيل أندية الممتاز في أيامهم ولكن فاتتهم الفرصة وأمثالهم كثير مثل توفيق جابر ويوسف عابد وماجد علوان وفي العدايا قميري والبكري وجرادي وسنبل وأسماء كثيرة أتمنى يعذروني إن لم أتذكرهم لكنهم بالفعل كانوا نجوم في كرة القدم لم يحصلوا على الفرصة في الذهاب بعيدًا في سماء كرة القدم السعودية ولعل الظروف المعيشية الصعبة والحرص على إكمال التعليم وعدم وجود الكشافين وندرة وسائل التواصل في ذلك الوقت ورفض الأهالي وأولياء الأمور كذلك وعدم تقبلهم لفكرة وثقافة ممارسة الكرة كمهنة كلها أسباب حالت دون حصولهم على الفرصة الحقيقية في مجال كرة القدم... وختامًا أشكرك وسعدت ببرنامجكم الذي نبش وينبش في الذكريات الرياضية لقدامى الرياضيين بصبيا ومراكزها وقراها المترامية وهذا أقل مايمكن تقديمه لهم بعد التاريخ الطويل ويشهد الله بأنني شخصيًا سبق وأثنيت على سالم جيلان وبرنامجه الجميل عندما طالعت وشاهدت وقرأت مقاطع اللقاءات والحوارات الصحفية لأن هذه هو دور الإعلام الرياضي الحقيقي وأكرر شكري لجهودك.