|

أكلوا مال اليتيم .. وشردوا كل المساكين

2017-05-06 11:24:39

في مفهوم واسع ومقاربة لغوية وإجتماعية من خلال واقع مأساوي ومُعاش, فالدولة هي دوما وكما هو مفروض تمثل دور الأب والراعي لكل المواطنين الذين يعيشون على ارضها وداخل حدودها الجغرافية .

الدولة هنا في هذه المقاربة تأخذ مكان ودور ومكانة الأب لكل الشعب وإبتداءا من الفرد والأسرة, من خلال دورها ومسؤوليتها في توفير العمل والغذاء والدواء ومن ضمنها توفير “الماء والكهرباء”, وفوق كل هذا وذاك توفير الأمن والأمان وهو يأتي في أولويته قبل كل شيء, وهذه كلها تعتبر من أبسط الأشياء ..
” فالدولة في مفهومها الحديث تعدت ذلك الى مجالات أوسع لغرض سعادة الانسان وراحته وتأمين عيش كريم”, من خلال تنميةة وعيه ومداركة للإرتقاء بهما لمواكبة الحضارة وتطور العصر.
فحين يفقد الناس الأمن والأمان على أرواحهم وأملاكهم وتسلب منهم حريتهم, حينها تفقد الدولة مصداقيتها وسيادتها ليُعلنن إحتضارها ويُرتقب موتها, وحينها يصبح المواطنون داخل حدودها كلهم أيتام, بلا والي ولا حامي ولانصير ..
من خلال هذا المفهوم بات الكثير منا في تلكم البلاد أيتام .. حيث القتل والتدمير والتهجير الممنهج والعشوائي, وصار دور الدولةة محصورا على أكل مال اليتيم وتشريد وقتل كل مسالم لاحول ولاقوة له مسكين ..
هنا يظهر مفهوم وشكل جديد للدولة يخرج ويشذ عن كل المقاييس, صورة بشعة لتراجع الحضارة والمدنية ومفاهيم العصرر الحديث, تشذ عن كل القيم الإنسانية التي نزلت بها كل الرسالات السماوية .
حَمَلَة لواء هذه الرايات الجديدة, فهموا التاريخ بشكل مغلوط, وفهموا دور الدولة بشكل مغاير, وفهموا الحضارة والمدنية على أنهاا كفر وعلمانية وخروج عن الدين, وسوقوا لهذا المفهوم, ليأكلوا مال اليتيم ويعتدوا على كل مسكين ..
حين يفقد الانسان الأمن والأمان وفي اي مكان فلا تحدثني عن حقوق أو كرامة أو عدل أو إحسان, حين يتكالب الطامعونن والظالمون والقتلة المأجورون على شعب أعزل بلا رحمة أو وازع من ضمير فلا تسألني عن اليتيم ولا عن مهدور الدم مسكين .
الرحمة هي بذرة تنبت في وجدان الإنسان, ولكن يبدو أن هؤلاء فصيلة من البشر يحملون بذرة ميتة, لم تنبت ولم تورق, ولمم ترتفع لها سيقان أو أغصان لتعانق الشمس والحياة .
خلال عهد اليتم الجماعي وإمتهان كرامة المساكين وبني الإنسان, يرتفع نحيب الثكالى للترحم على أيام زمان وعصر الأمان,, وهذه قصيدة رثاء لواحدة من تلكم الماجدات العراقيات الثكالى وتدعى سميراء, أقتبس منها مع بعض التصرف, وهي رسالة الى الضمير الإنساني, تعكس واقع حال تتشارك فيه كل المدن التي يعاني أهلها من الظلم والقهر والدمار في العراق وسوريا واليمن ..
أَريدْ أكتبْ رساله معنونهْ لِفْلانْ ,,, ولا واحد يحاچيني بمَلامهْ
نسر لميته بيدي وليدي لَمَّن مات ,,, ودفنت وياه خواته بغير خامه(كفن)
شفت رَجْلي وگع حسره عليه الماي ,,, شهور بلا أَچِلْ(طعام) بانت عظامه
اريد اكتب رساله وأحجي بيهه الصار ,,, على الموصل جرى يوم القيامه
مجازر ترتكب بين القصف والجوع ,,, وعلينا إبن الزنا صَبّْ إنتقامه
علينا إتكالبت مِلّة الفرس والروم ,,, وذبحنا الما عِرَف خاله وعَمامه
داعش والحشد وجهين لإسم الموت ,,, نعرف منشأَه ونعرف مرامه
إلك الله شعبنا وكِلها تذبح بيك ,,, بيض وسود تذبحنا العمامه
ماهزت شوارب صرخة الحدباء ,,, يَخو هدْله ضمايرهم نيامة
تموت اطفالنا وما نعرف الدفّان ,,, وتموت حيود حلوين الجهامه
بعد ماظلت مگابر ندفن الأموات ,,, بالمگابر فگدنا إعزاز, يامه
عواقر بالقيم ما تحبل النسوان ,,, وعَقيمة رجال ما تِنْجِب شهامه
اذا چانت نُخَبْنَهْ بلا حيا ولا دين ,,, ذبحت خِيلها ولِبسَت لِجامه
أهل سَلّة خبزنا معزِّبين الضيف ,,, چِتَلْها الجوع وتدَوِّر قِمامه ( يقصد القمامة)
يَخُو هَدّْلَهْ, بالموصل هجام بيوت ,,, وبعد عيناك منهو يجرد حسامه
غنم وإستفحِلت من غاب عنْها الذِيب ,, شيجيك من الرِدي غير الندامة
ذكور ولا لها من الرجولة أفعال ,,, تتسمى سياسيين وأحزاب وزعامة
نثاية ولابسة حيشا الرجال عگال ,,, ولا تُعرُفْ حلاله ولا حرامه
حرام المو رَجُل يگْعِد صدر ديوان ,, وأظن واضح كلامي وفي ختامه
وااا … أخو هَدّْلَهْ أختك فَرّعُوها جناب(أجانب غرباء) …
وااا … أخو هَدّْلَهْ .. ما ظلّت كرامة …
مؤيد رشيد / كاتب عراقي