|

انقلاب الرياض الناعم

2017-11-11 04:31:31

بعض الأقلام المأجورة ، والكتاب المرتزقون، والمحللون السياسيون ،استقاؤوا نتنا مع الأحداث الإصلاحية الأخيرة التي تشهدها المملكة حرسها الله ، ويأبى أولئك إلا تزييف الحقائق ، والقراءة للحدث بضبابية ، ومن زوايا يُفتقون من خلالها الفتنة ، وفينا والله المستعان سماعون لهم ، والله سميع لأقوالهم ، وعليم بأحوالهم .
وأولئكم لا عتب عليهم ؛ لأن الكلب -أكرمكم الله -ينزع وفاؤه لمن أطعمه ، ويعادي أبناء جنسه لأجله .
والعتب كل العتب على العربي الحر الكريم أن ينساق لموارد العطب ، ويلهث وراء كل ناعق .
وهذا وللأسف ينم عن ضعف شخصية ، وضياع منهجية ، وانهزامية تحث السير نحو نجاحات وهمية .
فأعداؤنا وعبر قنواتهم ومواقعهم ،قد رمونا عن قوس واحدة ، وتراهم يتسللون لواذا خلف الأسماء الوهمية ؛ لإحداث فجوة في الصف السعودي العملاق ،فلا يهولنك يا أخية ما تراه وتسمعه حولك ، من نقيق تنظيم الحمدين ،أو خلايا يعاسيب عزمي ، أو عواء كلاب الضاحية الجنوبية ، أو نهيق قطيع الملالي المجوسية ، أو تلك الفئران المسردبة في المدن والولايات الغربية ، فهم والله قد عُرِفوا ، وأَعْرَف نتنهم عند كل شهم كريم .
وبلدنا هذا ، وفِي شهرنا هذا ، وفِي عامنا هذا ، أثبت قادتنا ، وولاة أمرنا ، أن العدل أساس الملك ، وأنه لا أحد فوق العدل والدين والشرع ، وأن الناس سواسية كأسنان المشط .
و مع هذا الحدث ، سُرِّي عن فكري ، وتذكرت بفعل ملكنا حفظه الله وأيده ، صنيع عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جبلة بن الأيهم آخر ملوك الغساسنة في الشام حين قدم إلى المدينة ،فلما دخل على عمر رضي الله عنه رحب به ، وأدنى مجلسه! ثم خرج في موسم الحج مع عمر رضي الله عنه ؛فبينما هو يطوف بالبيت إذ وطىء على إزاره رجل فقير من بني فزارة، فالتفت إليه جبلة مغضبا فلطمه ،فهشم أنفه ،فغضب الفزاري واشتكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبعث إليه فقال: ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف فهشمت انفه! فقال:إنه وطىء إزاري ؛ولولا حرمة البيت لضربت عنقه. فقال له عمر:أما الآن فقد أقررت ،فإما أن ترضيه ،وإلا أقتص منك بلطمك على وجهك.
قال جبلة : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة! قال عمر رضي الله عنه:يا جبلة إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه، فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .
فيا معشر من وشى ومان ،وكذب وسعى بالفتن ،وقلب الأمور، وحاول عبثا قراءة ما وراء السطور ،ما حصل في الرياض من محاسبة لبعض الأمراء والوزراء ليس انقلابا ناعما ولا تصفيات ،بل هو تفعيل وتطبيق لمبدأ ( إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه ) ، من ملك عرف عنه ومنه التدين والتأدب بدين الإسلام
فدعوا وعدوا عن الأقاويل .
فَعُمَرُنا اليوم قد رأيناه من قبل ، وفِي سابقة من نوعها أمر بالقصاص من أحد الأمراء ونفذ حكم الله فيه بساحة القصاص ، وعمرنا اليوم رأيناه يوجه بالقبض على ذلك الأمير المسيئ وإيداعه السجن وأخذ حقوق الناس منه ، وعمرنا اليوم يوقف بعض الأمراء والوزراء لمحاكمتهم ،وذلك بعد أن ملأ يده من الأدلة والدلائل المقتضية لذلك ، فهو مؤمن بـ ( إن الإسلام قد سوى بينك وبينه )
فما لهؤلاء القوم لا يكادون ولا يريدون أن يفقهوا حديثا ، في حين أن ثغاءهم قد تعالت أصداؤه من قبل وهم ينادون بالعدل والمساواة ومحاسبة المسؤول أسوة بغيره ، فلما أتم الله هذا الأمر ووفق الملك الصالح للقيام به تحقيقا وتطبيقا لشرع الله ، انقلب أولئك المأجورون كما تنقلب الحرباء وقالوا قولا وزورا ( انقلب الحكم في الرياض !! ) على نفسه !! فثبت للعاقل هنا ؛أن أولئك مجرد حثالة كحثالة الشعير ، لا ينبغي لكريم الأصل نقي المعدن أن يعبأ بمثل هذه المجازفات ، ولا يروجها ، فثمة رجال اسفنجيون يُشربون كل ما يسمعون ، والله المستعان وعليه التكلان ، والله من وراء القصد .