في الشدائد تُبان الحقائق
في الشدائد تُبان الحقائق

مازالت الدنيا وأقدار المولى جل وعلا وتقلبات الأمور تعلمنا الكثير والكثير، وما زلنا في مدرسة الدنيا نتعلم، رغم أن هناك من أصدر حكماً وأقوالاً مأثورة سواء شعراً أو نثراً، وعندما نتطرق إليها الآن أو نذكرها فكأنما قيلت بالأمس عطفاً على ما يجري “بقدر الله سبحانه وتعالى” فلله الحمد أولاً وآخراً ودائماً وأبداً..
للشدائد ثمرات وفوائد ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ »..
في الشدائد والمحن التى تظهر وتميز الدعيَّ من الحقيقي والكاذب من الصادق والمرائي من المخلص، إنها الابتلاءات التى تبين المعدن الحقيقى للإنسان ، دومًا كانت الشدائد كاشفة عن معادن الناس تبين حقيقتها، وتجلي كامن صفاتها، فقد تعرف إنسانًا لفترات طويلة ولا يبين لك منه صفاته الحقة، فإذا مرت الشدائد ظهرت صفاته وبانت علاماته، فلكأنما تكشف بعد اختفاء وتعرى بعد غطاء!..
الخلاف شرُ لا بد منه، فالعقول تختلف، والتربية تختلف والأولويات تختلف وزاوية نظرنا للأمور كذلك تختلف، يأتي الخلاف ليعري كل ما ستره التطبع، تسقط الأقنعة وتُعْلَنُ الحقيقة عن الوجه الحقيقي لكل إنسان..
ففي الشدائد تبان الحقائق ، وتكشف لك العدو الحقيقي من الصديق والوفي من الرديء .
نستلهم من الإمام الشافعي:
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِي بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لَهَا حَمْداً وَلَكِنْ
عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي